انهالت الصواريخ الإسرائيلية على سيارتين في قطاع غزة فقتلت امرأة ورجلاً وجرحت العديدين، وبعد ساعات نددت واشنطن بحركة حماس الفلسطينية وطالبت بتفكيكها، مشيرة إلى أن ذلك مهم لعملية السلام.
ويعني ذلك تشجيعاً صريحاً لإسرائيل للمضي قدماً في قتل المدنيين، طالما أنها تستهدف في النهاية حماس، لأن راعي السلام ذاته يفضل إخراج هذه المنظمة من كامل المشهد الفلسطيني، بما في ذلك استبعادها من ترتيبات السلام.
وترى واشنطن أنه لا جدوى من هدنة تشترك فيها حماس وعلى الرغم من أن هذه المنظمة تسعى وفصائل فلسطينية أخرى إلى إعلان هدنة فقد قلل الرئيس الأمريكي من شأن مثل تلك الهدنة المرتقبة مصراً على تفكيك حماس، وقال يوم الأربعاء «لكي يكون هناك سلام في الشرق الأوسط يتحتم أن نرى منظمات مثل حماس قد فككت».
في ظل هذه الأجواء لا يبدوأن هناك فرصة للحديث عن السلام، بل إن الظروف مهيأة وبدعم أمريكي مباشر لشن حرب إسرائيلية لا هوادة فيها ضد الفصائل الفلسطينية، وهذا ما تفعله إسرائيل حالياً فهي تقتل الجميع بدعوى الحرب على حماس. ومن خلال هذا العنوان العريض والفضفاض فإن إسرائيل تستطيع النفاذ إلى مختلف التفاصيل وتحقيق الكثير من أهدافها طالما أن العمل يتم تحت عنوان «الحرب على حماس».
فأعداء إسرائيل هم كل هذا الشعب الفلسطيني، فكل فلسطيني يطالب بأرضه وكل فلسطيني يرفض احتلال القدس كما يرفض المستوطنات قديمها وجديدها، وكل فلسطيني يطالب بحق العودة، ولهذا فإن جميع الفلسطينيين وفقا لهذه المطالب المشروعة هم في نظر إسرائيل أعداء.
ومن الواضح أن السلام الذي تسعى إليه إسرائيل يقوم على تجريد الشعب الفلسطيني من كل تلك المطالب التي يرددها كل فلسطيني وليست حماس وحدها.
إن إطلاق يد إسرائيل بهذا الشكل لن يسهم بأي حال من الأحوال في السلام، وقد قضت إسرائيل حتى على بادرة الهدنة التي كانت ستشكل عنصراً مهماً في محاولة السلام الأخيرة في إطار خريطة الطريق.
|