إن من أدب الإسلام في مثل هذه الفتن حفظ اللسان وحبسه وعدم الزج به فيما لا يعني، وزمه عن الفحش والتفحش والوقوع في الأعراض والدخول في النيات، وحينما أقول هذا فإنه موجه للعامة والدهماء الذين يقولون مالا يعلمون، ويجب ترك البيان وتوجيه الناس لأصحاب الحل والعقد من العلماء العاملين والدعاة المصلحين الذين يوجهون الأمة لما فيه الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة.
أما ما نلحظة في هذه الأيام من كثير من الناس هدانا الله وإياهم عبر المجالس والمنتديات نلحظ إطلاق اللسان، يخوض في المدلهمات ويلت في المشتبهات دون زمام ولا خطام.
إن هذا يضعف إيمان المرء المسلم ويوقعه مواقع الزلل غير آبه بوصية النبي صلى الله عليه وسلم لعقبة بن عامر حينما سأله ما النجاة؟ قال: «امسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك»، ولله در أبي حاتم البستي حين قال: «إن العافية عشرة أجزاء، تسعة منها في السكوت» وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت»، قال النووي - رحمه الله- في شرح هذا الحديث «قال الشافعي: معنى الحديث: إذا أراد أن يتكلم فليفكر، فإن ظهر أنه لا ضرر عليه تكلم، وان ظهر أن فيه ضرراً وشك فيه أمسك».
لذا فإنه يجب على كل مسلم ومسلمة ان يحفظوا ألسنتهم عن الكلام الذي لا فائدة فيه، والاتجاه لاصلاح النفس ومن ثم الأسرة والمجتمع بالتزام تعاليم هذا الدين الحنيف.
( * ) عضو الدعوة والإرشاد بالرياض
|