خرج رجل من داره متجهاً يبحث عن إبله فإذا هو برجلين عند (وايت) ماء فألقى السلام فرد أحدهما ولم يرد الآخر لأنه كان له عدواً فنشب بينهما لغط وكلام وصخب وقام أحدهما أو قاما جميعاً بأخذ أسلحتهما وتعطلت لغة الكلام وتكلم السلاح فأطلق أحدهما النار على صاحبه فأرداه قتيلاً ثم ثار الصراع الشديد بعد ذلك بين ورثة القتيل وبين القاتل واستمرت الخصومة بينهما حتى نصر الله الحق وأظهره وبين الظلم المشين - نسأل الله جل وعلا العفو والعافية - ووقع الشر الذي يعتبر نسبة نتيجة طبيعية لطاعة الشيطان حيث ان القتل نجم عن تكلم لغة السلاح ولنا في هذه القضية العبر التالية:
أولاً: قوله عليه الصلاة والسلام: «أفشوا السلام بينكم » فإن السلام ينشر السلامة والمحبة فلو أنه حين ألقى السلام على صاحبه رد صاحبه بسلام آخر الرد الشرعي لما كان للشيطان منهما نصيب ولكن قدر الله -جل وعلا- نافذ لا محالة.
ثانياً: لغة السلاح التي بدأت تتحدث وتركت المجال وعطلت لغة العقل والمنطق هي لغة مرفوضة لكل العقلاء والمنصفين لما تؤدي إليه من عواقب وخيمة ونتائج مؤلمة.
ثالثاً: ان واقعة القتل لا تنتج غالباً إلا عن عداوة يغرسها الشيطان في قلوب الناس من أجل الدنيا فيروي شوك هذه العداوة وينميه حتى تصير خناجر تطعن فيه الطهارة والنقاء في قلب صاحبه حتى يكون أسود برباد كالكوزي مجخياً والعياذ بالله لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً وينجم عن هذا الظلال البعيد والفساد العنيف نعوذ بالله من الخذلان ونسأل الله العفو والعافية.
|