ها هي الإجازة الصيفية تفتح لنا أبوابها وها هي مشكلات كل عام تطل علينا اطلالة موسمية!!، فالسهر وما أدراك ما السهر؟!، والسفر وما أدراك ما السفر؟!، وضياع الوقت وما أدراك ما ضياع الوقت؟!، إلى آخر تلك المشكلات!!.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل ستأتي الإجازة القادمة بل ربما التي بعدها ونحن قد تخلصنا من هذه المشكلات؟!!، أجد الإجابة بأن هذه المشكلات ستستمر متزامنة مع كل إجازة صيفية مادمنا على هذه الحال لا يستفيد معظمنا من تجاربه الماضية بل إن منا من يضيف اضافات جديدة لنفس مشكلاته في العام الماضي والاعوام التي سبقته مما يعني أنه في زيادة من عنائه وكربه بتقادم السنين وتعاقبها.
والواجب أن يستفيد كل واحد من تجاربه السابقة ليتلافاها وخصوصاً في مثل هذه الاجازة فالإجازة التي لم توضع عبثاً بل هي فرصة للراحة والاستجمام والتقاط الانفاس كما انها استراحة تسبق انطلاقة جديدة وسعياً حثيثاً في هذه الحياة التي ان أخلص أحدنا النية فيها فقد حصل له خير الدارين وذاك ما يسعى إليه كل مسلم ومسلمة كما انها فرصة للقاء بالأسرة عن قرب فأسرتك الصغيرة هي الاولى بك في إجازتك فالزوجة والأولاد لهم حاجات نفسية وغيرها لا يمكن أن يلبيها لهم الا أنت فمشاغل الحياة العملية خصوصاً أخذت الكثير منا عن ذلكم الجو الأسرى الآسر للنفس وذلك بعمرة أو فسحة ونحوها، كما أنها فرصة لصلة الارحام وتوثيق الصلات بهم والبر بهم وتفقد احوالهم وتلمس حاجياتهم، ومما يجب استغلال هذه الاجازة فيه هو طلب العلم الشرعي وذلك من خلال الدورات العلمية التي تقام في مساجد هذه البلاد الطاهرة حيث يتفرغ علماء اجلاء لتعليم الناس العلوم الشرعية وهي علوم مهمة لكل واحد منا فمن المؤسف أن تجد أحدنا يعلم دقائق علم دنيوي وربما علوم دنيوية كثيرة في وقت يجهل فيه من العلوم الشرعية ما لابد من العلم به بالضرورة ومما يجب أيضا استغلال وقت الشباب به هو الانخراط في المراكز الصيفية وتلقي الفكر من مصادر موثوقة ناصعة نقية.
الحديث عن هذه الاجازة وهو كما يقال ذو شجون الا أن المهم فيه هو وضع هدف عام وهو قضاؤها فيما فيه خير الدنيا والآخرة بنية صادقة وعزم أكيد وتخطيط سليم وسعي حثيث للتنفيذ المبني على الواقعية المنبثقة من معرفة الميول والامكانات.
( * ) مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة
| 
