* ويقول صلى الله عليه وسلم «من أكرم سلطان الله - تبارك وتعالى - في الدنيا، أكرمه الله تعالى يوم القيامة، ومن اهان سلطان الله- تبارك وتعالى - في الدنيا أهانه الله» ويقول صلى الله عليه وسلم:« العلماء ورثة الانبياء، وان الانبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر» يقول سهل بن عبدالله التستري رحمه الله: لا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء، فان عظموا هذين أصلح الله دنياهم وأخراهم، وإن استخفوا بهذين، أفسدوا دنياهم وأخراهم» وقال العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى «فالله الله في فهم منهج السلف الصالح في التعامل مع السلطان، وان لا يتخذ من اخطاء السلطان سبيلاً لإثارة الناس والى تنفير القلوب عن ولاة الامور، فهذا عين المفسدة، واحد الاسس التي تحصل بها الفتنة بين الناس كما ان ملء القلوب على ولاة الامر يحدث الشر والفتنة والفوضى، وكذا ملء القلوب على العلماء يحدث التقليل من شأن العلماء، وبالتالي التقليل من الشريعة التي يحملونها،. فاذا حاول احد ان يقلل من هيبة العلماء وهيبة ولاة الامر، ضاع الشرع والامن، لان الناس إن تكلم العلماء لم يثقوا بكلامهم، وان تكلم الامراء تمردوا على كلامهم، وحصل الشر والفساد، فالواجب ان ننظر ماذا سلك السلف تجاه ذوي السلطان، وان يضبط الانسان نفسه، وان يعرف العواقب. وليعلم ان من يثر فإنما يخدم اعداء الإسلام، فليست العبرة بالثورة ولا بالانفعال، بل العبرة بالحكمة..» وفي تأصيله رحمه الله غنية من التطويل، يدرك هذا اصحاب الانصاف والعقل الراجح، فان مصالح الامة بعامة لا تنضبط الا بتعظيم ولاة الامور، والعلماء، الذين يمثلون صمام الامان للدين والدنيا، ومتى استخف بهذين بالسب او التنقص، او ايغار الصدور عن طريق ذكر المثالب، او مزاحمة العلماء فيما خصهم الله به من الفتوى والعلم تعذرت المصلحة، وتحققت المفسدة بيقين، ولا يسعى لمثل هذا الطريق الا احد رجلين: جاهل، فالواجب عليه التعلم على طريقة السلف الصالح، وعدو متستر فالواجب الحذر منه، والله الهادي.
( * ) دبي
|