* الرياض - عبد الكريم الدريبي:
حمّل محمد العلي الشرهان الراوي الاشهر في دول الخليج العربي مسؤولي الصفحات الشعبية في الصحف والمجلات مسؤولية ما ينشر من قصائد وصفها بـ «المكررة والركيكة» مؤكدا ان مجال الشعر الشعبي اصبح مرتعا لشعّار قل ان ينتج منهم ما يفيد..!!
وقال الشرهان في حديثه الخاص ل«شواطىء» ان مجال الشعر للاسف الشديد ابتلي بعسر الالفاظ واختلال القافية.
الراوي الاكثر حضورا في الاعلام «الخارجي» اجاب عن بعض التساؤلات فماذا قال:
* كيف كانت بداية اشهر «راوي» في الخليج؟
- بدايتي كانت عبر برنامج «البادية» الذي يبث عبر اثير اذاعة الرياض قبل «15» عاما تقريبا من خلال تقديم قصائد الشعر القديم لشعراء معروفين وكبار وحتى الآن ما زلت في هذا البرنامج.
* ماهي المميزات التي ينفرد بها «الراوي» عن غيره؟
- كلمة الراوي او الراوية كلمة ليست بسيطة ولا تطلق الا على شخص عنده المام بالتاريخ والمواقع والاسماء والقبائل والانساب.
* يختلط على البعض أنك لست بشاعر؟
- نعم انا لست كذلك وانما ولله الحمد اتميز بحفظ الكثير من القصائد وحسن الالقاء وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى.
* الشرهان لم يكن معروفا الا بعد ظهوره في الفضائية القطرية.. تعليقك؟
- لا اخفيك أن اول ظهور لي في تلك الفضائية كان سببا في شهرتي امام الجمهور على اختلاف اهوائهم ولا اخفيك بأنني لمست ارتياحا خليجيا كبيرا لما اوردته من قصص في هذه الحلقات التي قدمتها في الفترة الذهبية في شهر رمضان المبارك ولله الحمد والمنة ان هذا البرنامج حاز على المركز الاول ضمن استفتاء لاربعة برامج كبيرة على مستوى التلفزيون القطري كذلك حاز على جائزة في مهرجان القاهرة.
* ظهرت في قناة المجد مؤخراً؟
- نعم الاخوان في قناة المجد طلبوا تسجيل حلقات وما زلت معهم وكل ما احتاجوا الى حلقات اتصلوا بي والحمد لله الثقة بيننا موجودة وانا مرتاح معهم.
* هل اسلوبك هو ما جذب الجمهور لك؟
- انا هذه طبيعتي وطريقتي وهذا اسلوبي الذي لن اغيره وانا اذا سمعت قصيدة واعجبتني وكانت هي مؤثرة وتلفت الانتباه يكون احيانا ما لها قصة فاضع لها قصة من خلال ابياتها ومعانيها واوضحها بشكل مبسط بحيث تكون سهلة للمتلقي وحتى تعجب السامع.
* تحفظ الكثير من القصائد وحولتها الى قصص هل تستطيع حصرها؟
- صدقني لا تعد ولا تحصى لأن مشاركاتي كثيرة وعلى سبيل المثال اشارك اسبوعيا في برنامج البادية في اذاعة الرياض وخارجيا اسجل حلقات عديدة لاذاعتي دولة الكويت وقطر تجاوز عدد الحلقات ال«98».
* هل يوجد مقارنة بين رواة الماضي والحاضر؟
- في الماضي اذا حضر الراوي مجالس السمر يفضل على الشاعر لأن الراوي يحفظ لهذا وذاك وكان مرغوبا لأنه يلبي رغبة الحاضرين اما الوقت الحاضر فقد طغت وسائل الاعلام وتغيرت الامور.
* تطلب احيانا لمجالس المسؤولين والوجهاء كيف شعورك وانت تروي في المجالس.. وهل هناك قصص معينة تذكرها؟
- صدقني اذا شفت المتلقين «بالهم» معي استرسل في الحديث واوضح اكثر اما عن القصص فهناك قصائد لم تكن معروفة ووضحتها للناس وصارت مشهورة مثل قصيدة الهزاني التي يطلب فيها الاستغاثة وهي معروفة الآن وتباع في اشرطة كاسيت كذلك قصة القاضي في اعداد القهوة وحمسها وصبها وقصة واحد من الشعراء رزقه الله ببنت وهو كبير في السن وماتت البنت «مقروصة» ورثاها بقصيدة عجيبة تعد من النوادر.
* ابو خالد كيف ترى الجيل الحالي من جانب «المرجلة»؟
- الشباب «مهوب» على فكر واحد وعلوم «المرجلة» ما «تجي» الا بالممارسة والمجالسة لمن هم اكبر سنا والذي يوفقه الله بوالد او اخ يتلقى منه فهذا شيء طيب ولكن نظرا للانخراط في الحياة المدنية تجد هناك صدودا لأنه لم يتهيأ لهم هذا.
* لماذا لم يتهيأ لهم؟
- بمعنى ان المجالس ما «تجي» على كيفهم وتختلف طبائع الناس مثلا هناك احد يأخذ عياله للعزايم والمناسبات وبالمقابل تجد من لا يولي هذا الجانب اي اهتمام.
* هل من انجالك من ترى انه سيخلفك؟
- لا والله ابنائي بودي ان يركزوا على الدراسة افضل لهم.
* تختلف القصص التي ترويها فهل هناك ما يحاكي العصر؟
- نعم اورد قصصا يكون وراءها هدف لتعالج قضايا.. مثلا غلاء المهور او عن ابغض الحلال «الطلاق» لأني المس انتشار هذه الظاهرة التي تعتبر غير صحية مثلا شباب صغار يتزوجون ويصير الزوج «حمقي» وعند اتفه الاسباب يطلق لكن اذا صار الزوج عمره اكبر من «20» سنة يكون «راكد وعاقل»، وهناك قصص عن السرعة والحوادث والمخدرات وعن الامن والامان.
* يقال بأن الخليج العربي مليىء بالرواة.. اين هم؟
- صحيح الخليج مليء ولكن لا تتاح لهم الفرصة وهناك واحد لا اذكر اسمه وهو «عتيبي» شاب يحفظ الشعر والقاؤه للشعر ممتاز والراوي المرشدي له اشرطة في السوق.
* كيف ترى نصيب التراث الشعبي في وسائل الاعلام؟
- نوعا ما جيد «تلفزيونيا» هناك برنامجان واحد للاخ ناصر السكران والثاني لمحمد بن شلاح واحيانا لا تبث في اوقاتها المحددة اما لوجود برامج اهم او لنقل مباريات.. على صعيد «الاذاعة» فهناك «3» برامج شعبية تذاع في ايام متتالية في وقت لا احد يسمعها وتحديدا 30 ،11 صباحا ولا يسمعها الا كبار السن ويتزامن هذا الوقت مع الاستعداد لصلاة الظهر فحبذا لو يتم مثلا تغيير موعد بث برنامج البادية الى مساء الجمعة بعد نشرة اخبار ال«9» كما يفعل الاخوان في اذاعة الكويت «لأن هذا الوقت يصادف ناس جايين من السفر، اللي جاي من القصيم الى الرياض واللي جاي من الشرقية واللي من الحجاز ناهيك ان كثيرا من الناس ما يحب يسمع اغاني ويتمنى لو يسمع شعرا وقصصا».
* على ذكر الغناء ما تعليقك على كلماته؟
- «انا ميولي الى الشعر الشعبي والغناء ما لي فيه درب وما فيه شك ان الشعر والغزل العفيف افضل من هالاغاني اللي كلها هابط وياليت انهم ما يتمادون الى هالحد لأنه يدعو الى التساهل والانفلات لاسيما واننا قدوة في الوطن العربي ولا نبث الا كل شيء جميل وطيب ووراه هدف».
* كمتابع للوسط الشعبي «اعلاميا»، برأيك هل المجلات الشعبية تعتبر كثيرة؟
- بصراحة كثرت واي شيء يكثر «يملون» الناس منه ويصير «سامج» حتى انك تجد بعض القصائد مكررة.
* بالطبع لم توجد هذه المجلات الا لكثرة الشعراء، في اعتقادك هل سنرى بحلول عام 2010م «شاعرين لكل مواطن»؟
- ليش لا، لأن الشعار كثروا وبعض الشعر ركيك وقليل ان تجد شيئا مفيدا.
* والسرقات ماذا عنها؟
- «اوهوه».. عد واغلط سرق وبيع وبعض القصائد ما لها سياج يحميها تقدر تأخذ من هالقصيدة بيتين تضيفها على قصيدتك ولا احد يدري عنها اضف الى ذلك عسر الالفاظ واختلال القافية.
* لكن من يشرف على الصفحات يكون شاعرا في المقام الاول ومن الصعب ان يمرر قصيدة «مختلة»؟
- اعتقد ان المشرف يعتمد على موظفين عنده ونشر القصائد لا يخلو من المجاملات التي كانت سببا في سقوط الشعر والمتسلقين اليه.
|