Friday 27th june,2003 11229العدد الجمعة 27 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حين يتحول الحربي إلى «محامٍ» عن النخيل!! حين يتحول الحربي إلى «محامٍ» عن النخيل!!

  مقال رائع بروعة كاتبه الأديب محمد جبر الحربي نشر في الزميلة مجلة اليمامة الأسبوع قبل الفارط تحت مسمى «الوكالات تقول» والملفت في الأمر أن العنوان بعيد كل البعد عما بداخل المقال ولا يمت له بصلة ولكنها فلسفة الكاتب أبي جبر الذي أجبرنا على قراءته أكثر من مرة بل وإعادة نشره في «شواطئ» فإليكم مقال محامي النخيل القادم محمد بن جبر الحربي:
ذكرت مصادر موثوقة ل«نوى نيوز» أنه بالإمكان القول: «إن نخل الرياض يتعرض لحرب إبادة يقودها في الغالب انتحاريون بسيارات مفخخة، وقد خبئت العبوات في عقولهم عن رجال المرور والأمن».
وقال ن. النخيلان من منسوبي المرور «إن الحادثين المنفصلين اللذين وقعا الأسبوع الماضي في شارع التحلية، وطريق الأمير عبدالله أسفرا عن استشهاد خمس نخلات».
وذكر ناشطون في شؤون النخيل، وآخرون في مراكز إعادة التأهيل: «الحالة غير مطمئنة بل خطيرة «الثلاجات امتلأت، والأطراف الصناعية نفدت من الأسواق».
فيما قال نابت الصقعي من لجنة التخطيط «إن الأضرار البالغة تتركز في مساحة لا تزيد عن الخمسة كيلو مترات مربعة يحدها شارع التخصصي غرباً. وشارع الملك عبدالعزيز شرقاً، وطريق الأمير عبدالله شمالاً، والمعذر جنوباً» أما الأضرار في المناطق الأخرى فأقل سوءاً.
وفي مركز الإحصاء قالت نبتة علي: «خلال الشهر الماضي فقدنا عشرين نخلة، وأعداداً مماثلة من شجر أقل أهمية».
ومن مستشفى النخيل قالت الدكتورة طالعة سيف: «كما تلاحظون.. لا أسرة فارغة.. نداوم 24 ساعة ونبذل أقصى ما في وسعنا» وتشعر أعمدة الكهرباء بارتياح حذر إثر تراجع العمليات ضدها.. ويسعى متخصصون في مجال الاستقطاب والجاذبية لكشف أسباب التحول الكيفي والكمي لهذه الظاهرة، ومدى علاقة ذلك بمحاولات تخفيض الاستهلاك الكهربائي وشحوب أضوائها.
يقول علي خلاص من جامعة الملك سعود: «نحن نحاول جهدنا، والزملاء في أقسام النفس، والاجتماع يجهدون لتقصي الدوافع الكامنة وراء هذه العمليات، إلا أن جهودهم غالباً ما تصطدم بلا نمطية الهجمات والمنفذين».
فالسيارات المستخدمة تتفاوت من الكامري إلى الجيمس، ومن الهايلكس إلى المرسيدس والمنفذون لا تنطبق عليهم شريحة عمر معين، أو وضع اجتماعي محدد».
وقد ذكرت «نخلة عيان» لمراسل «الحوادث»: «لا مجال للشك لدي، كان قتلاً متعمداً مع سبق الترصد» معلقة على استشهاد ست جارات لها «كانت جارتي - باسقة - رحمها الله تحدثني عن مخاوفها بالأمس فقط ثم كان الحادث، والأعمار بيد الله».
وقال العامل الهندي «تمران» الذي نجا من الموت بأعجوبة «هسبنا الله» نفر يموت، شجر يموت» فيما تحسرت صابرة السكري والتي ظهرت عليها ملامح الحزن البالغ على أيام كان للنخل هيبته واحترامه أيام طريق المطار القديم، وشارع الجامعة. أما «روثانه» صابر فتفكر في الانتقال جدياً، والعودة إلى المدينة المنورة.
ويصف م. المزروع المشهد فيقول: فجأة نبتت للرصيف والنخيل.. أجنحة.. رأيتهم بأم عيني يتطايرون.
وفي تطور لافت صرحت المتحدثة الرسمية لمنظمة حماية النخيل المستقلة لتليفزيون «سعف»: «ان الأمر بحاجة إلى معالجة سريعة من كافة الجوانب، ومن كل الجهات.. إنها مجزرة.. نحن نقتل في الشوارع!!» انتهى.
ترى هل ستصبح الرياض «بيروت» النخيل، وكم من الوقت يلزم لاجتماع «طائف» آخر لإنقاذ نخيل حان قطفه، بعد أن طال قصفه!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved