* الرياض - أسامة النصار:
على الرغم من حالة الركود التي يمر بها الاقتصاد العالمي بصفة عامة وقطاع الاتصالات بشكل خاص منذ عدة أعوام مع تزايد في صعوبة الأعمال خلال العام الحالي لأسباب عدة من أهمها الحرب في الخليج وتأثيراتها السلبية، فقد استطاعت شركة اريكسون تحقيق ما يعتبر في واقع الأمر إنجازاً بكل المقاييس حيث فاجأت كل المراقبين والمحللين بارتفاع نسبة عقودها خلال الربع الأخير من العام الماضي 2002م والعام الحالي والتي تجاوزت الأربعة مليارات دولار.
فمنذ بداية نوفمبر 2002م وحيث كانت الأنظار تترقب الاحتمالات القوية في تلك الفترة لنشوب الحرب في العراق واختيار معظم المستثمرين التريث في دخول مشاريع جديدة وحتى بداية الحرب في 20 مارس 2003م قامت أريكسون بتوقيع أكثر من ثلاثين عقداً.
وحتى خلال فترة الحرب وفي الأيام الأولى لها وتوقع معظم المراقبين بأن يطول أمدها مما زاد في مخاوف المستثمرين لكن ذلك لم يثن اريكسون عن متابعة مهمتها الأساسية لتحقيق أهدافها حيث قامت بتوقيع 7 عقود رئيسية، لتصبح مجمل عقود أريكسون في هذه الفترة الحرجة التي يمر بها الاقتصاد العالمي إلى حوالي 40 عقداً حول العالم، ولتزيد بذلك حصتها في هذا السوق إلى حوالي الخمسين في المائة منه.
وتركزت مجمل هذه العقود على تقديم حلول وتقنيات اريكسون كأنظمة «الجيل الثالث من الاتصالات» (3G) والتي أضحت الريادة المطلقة فيها لأريكسون بعد خروج عدد من منافسيها، فحتى أواخر العام المنصرم 2002م بلغ عدد المحطات الرئيسة الموردة للعامل من قبل أريكسون من هذا النظام 10 آلاف محطة وبما يعادل أكثر من 40% من السوق العالمية لهذا النظام.
وفي تقنيات «خدمة رسائل الوسائط المتعددة» (MMS) فتعد هذه الفترة بحق هي فترة النمو لهذه التقنية، فقد وصلت عقود أريكسون من هذه التقنية خلال هذه الفترة إلى حوالي 50 عقداً في مختلف أنحاء العالم، وكان من أبرز هذه العقود عقد مع «فودافون»، و«تي موبايل» من (دويتش تيليكون)، و«أورانج» من (فرانس تيليكوم)، وهم مشغلو الخدمة الرئيسيين في أوروبا، وعقود في الهند والصين وهما أحد أهم أسواق أريكسون وانتهاء بعقد اعتبر نقلة نوعية في هذه التقنية حيث قامت شركة «فيرازون وايرليس» الأمريكية وهي أكبر مشغل لخدمة CDMA في العالم، قامت باختيار أريكسون لتوريد أول حلول لتقنيات MMS المفتوحة حول العالم لشبكة CDMA2000 على شبكاتها العاملة في الولايات المتحدة.
عدا عن تقنيات وحلول أريكسون الأخرى مثل «نظام البث اللاسلكي للحزم» (GPRS) وتقنية «قاعدة اتصالات الجيل الثالث» (WCDMA) وخدمات البطاقة مسبقة الدفع، وسواها من حلول أريكسون المتعددة بالإضافة إلى اتفاقيات الشراكة والتعاون كتلك التي وقعت بين أريكسون ونوكيا وسيمنس والتي تم بموجبها الوصول إلى تفاهم لتوحيد كلفة انتاج وتوريد أجهزة ومعدات اتصالات الجيل الثالث. واتفاقيات أخرى في مجالات التدريب وسواها.
وتوزعت هذه الاتفاقيات والعقود على مختلف أنحاء العالم من استراليا ونيوزلندا والأسواق الآسيوية المختلفة وإفريقيا وعدد من المشاريع في دول منطقة الشرق الأوسط كمصر والأردن والكويت وإيران، مروراً بأسواق أوروبا والتي تم فيها توقيع عقود مع أبرز مشغلي الخدمة في فرنسا والنمسا وروسيا والدنمارك وآيسلندا وسواها، انتهاء بالأمريكيتين والتي تم فيها توقيع عدد من العقود مع عدد من مؤمني الخدمة الرئيسيين في الولايات المتحدة مثل AT&T وBellSouth كولومبيا، بالإضافة إلى كندا والمكسيك ودول أمريكا الجنوبية واللاتينية كالبرازيل ونيكاراغوا ولتثبت أريكسون بأنها موجودة دائماً على قارات العالم الست.
والجدير بالذكر أن أريكسون قد استطاعت وخلال هذه الفترة الوجيزة نسبياً من أن تنجح في تحقيق فائض نقدي كبير بفضل السياسة التسويقية الناجحة والتي تتم من أعلى المستويات في أريكسون.
|