* واشنطن من آدم انتوس رويترز:
تعهد زعماء الولايات المتحدة وأوروبا يوم الاربعاء بالعمل معا لمنع إيران من اكتساب أسلحة نووية مشكلين جبهة متحدة بعد أشهر من الخلافات المريرة بشأن العراق، لكن الخلافات بين واشنطن والأوروبيين حول حركة حماس الفلسطينية ظلت على حالها..
وقال الرئيس جورج بوش في مؤتمر صحفي مشترك مع زعماء أوروبيين «إيران تعهدت ألا تطور أسلحة نووية والمجتمع الدولي كله يجب أن يحمل ذلك النظام على الوفاء بالتزاماته».
ولم يوضح بوش ماذا سيحدث لو رفضت إيران السماح بعمليات تفتيش دقيقة لمنشآتها النووية كما تطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
وقال بوش وعلى جانبيه رومانو برودي رئيس المفوضية الأوروبية ورئيس الوزراء اليوناني كوستاس سيميتيس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي «يجب على إيران الإذعان... وإذا لم تفعل فسوف نعالج ذلك الأمر حينما لا تفعل».
وقال برودي وهو رئيس وزراء إيطالي سابق إن الحوار مع إيران «يسير يوميا وبصورة متعمقة.. ويجب أن نتأكد أنها لا تشكل خطرا على السلام في المستقبل».
وقال مسؤولو الاتحاد الأوروبي إنه لم تجر مناقشة استخدام القوة خلال قمتهم السنوية في واشنطن، وقال سيميتيس «لم يورد أحد منا ذكرا للقوة في هذه الحالة».
ولم يستطع المؤتمر الصحفي الذي أعقب مأدبة غداء أن يخفي استمرار الخلافات بين جانبي الأطلسي مع ضغط بوش على أوروبا للتضييق فورا على حركة المقاومة الإسلامية حماس ولرفع الحظر على الأغذية المعدلة وراثيا.
وقال كلاوس لاريس البروفسور في مكتبة الكونجرس الأمريكي «كانت هناك قطعا مجالات للاختلاف... لكن عملية التقارب بدأت بداية جادة».
وتضع الولايات المتحدة منذ فترة طويلة حركة «حماس» بشقيها العسكري والسياسي على قائمة ما تسميه «المنظمات الإرهابية الأجنبية» وخص بوش بالذكر الحركة من بين كل الأطراف الأخرى باعتبارها أكبر عقبة أمام مبادرة «خارطة الطريق» للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي تدعمها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ويريد بوش من الاتحاد الأوروبي أن يحذو حذو واشنطن في حظر الجناح السياسي لحماس، ولكن فرنسا التي عارضت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق تصر على أن الحركة لا تزال طرفا ضروريا في عملية السلام.
وقال بوش «إني أحث زعماء أوروبا وفي شتى أنحاء العالم على اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة ضد الجماعات الإرهابية مثل حماس وقطع التمويل والدعم عنها... مثلما فعلت الولايات المتحدة»، على حد قوله..
والجناح العسكري لحركة حماس وهو المسؤول عن العديد من الهجمات على إسرائيل منذ بداية الانتفاضة على احتلال الأراضي الفلسطيينة في عام 2000 موضوع بالفعل على قائمة الاتحاد الأوروبي للجماعات الإرهابية المحظورة التي يمكن مصادرة أرصدتها، إلا أن الجناح السياسي للحركة غير محظور أوروبيا..
وقلل بوش من أهمية هدنة مؤقتة من جانب حركة حماس مع إسرائيل مصرا على أن يتم تفكيك الحركة.
وقال بوش «ان تبرم اتفاقا شفهيا فهذا شيء ولكن لكي يكون هناك سلام في الشرق الأوسط يتحتم أن نرى منظمات مثل حماس قد فككت».
واستغل بوش القمة أيضا لحث زعماء الاتحاد الأوروبي على رفع حظر عن الأغذية المعدلة وراثيا قال إنه يساهم في المجاعة في إفريقيا حسبما قال معاونوه.
وكانت انتقادات بوش العلنية اخف من المعتاد وهو ما يعكس نداء وجهه باسكال لامي المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي الذي دعا إلى تخفيف لهجة الانتقادات، وقال لامي «أفضل استخدام الهاتف على مكبر الصوت».
ويشعر الزعماء الأوروبيون بالقلق على سلامة الأغذية المعدلة وراثيا ويقولون إنهم يقدمون معونات إلى إفريقيا أكثر مما تقدم الولايات المتحدة.
واتخذ الزعماء أيضا خطوات لتعزيز التعاون في الحرب على الإرهاب ومنها اتفاق لتسليم المجرمين وتعهدوا بمنع الاتجار غير المشروع في أسلحة الدمار الشامل المشتبه بها.
|