Friday 27th june,2003 11229العدد الجمعة 27 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بصراحة بصراحة
وقفة.. مع اختبارات الثانوية العامة
لبنى وجدي الطحلاوي

عندما نتحدث عن الاختبارات فنحن نتحدث عن أمر هام وضروري وجدير بالدراسة والتحليل. وعندما نتحدث عن الثانوية العامة تحديداً فنحن نتحدث عن أهم المراحل على الإطلاق في حياة الطالب والطالبة، لأنها مرحلة يحدد فيها المستقبل الدراسي والتخصص الجامعي، فهي مرحلة مصيرية قد يترتب عليها الكثير من الأمور المتعلقة بمستقبل الانسان ومسيرته في الحياة.. ولذلك تكتسب اختبارات الثانوية العامة أهمية خاصة ورهبة لدى جميع الطلبة والطالبات ولدى أولياء أمورهم أيضاً وذلك الأمر على مستوى العالم.
ولذلك هناك الكثير من الاعتبارات التي لا بد من الأخذ بها والالتزام بها، فكما هو معلوم للجميع هناك نظام متبع في كافة دول العالم يفرض سياسة واضحة ومحددة لوضع الأسئلة في الاختبارات، فيكون جزء من الأسئلة للطالب المتوسط المستوى أي يستطيع أن يجيب عليها جميع الطلاب، وجزء من الأسئلة للطالب فوق المستوى المتوسط، ثم جزء من الأسئلة للطالب المتميز التي يحدد تبعاً لها التفوق والامتيازات.. والفترة الزمنية التي تحدد للاختبار يجب أن تكون كافية بل وأكثر من كافية، فلا بد أن يكون هناك وقت اضافي يتراوح بين ربع ساعة ونصف ساعة حتى يتسنى للطالب مراجعة اجابته والتأكد من أنه لم ينس اجابة سؤال أو فقرة من سؤال.. أو غيرها من الأمور الضرورية، فلا يمكن أن نتجاهل الخوف والشد العصبي والقلق الذي يسيطر على الطالب مهما كان متفوقاً وخاصة في بداية الاختبار.. إنها الطبيعة البشرية، فحتى الكبار في العمر ومَن هم في الثلاثين والأربعين وأكثر.. عند اختبارات المقابلة الشخصية أو المفاضلات يعانون من الاضطراب والقلق والشد العصبي أيضاً.. فكيف يكون وضع الطلبة والطالبات وهم في عمر الشباب والمراهقة وتنقصهم الخبرة في الحياة؟
هناك عدة اعتبارات لا بد من الأخذ بها في وضع أسئلة الاختبار وفي وضع الفترة الزمنية المناسبة لذلك ولكن ما يحدث من ردود أفعال سلبية للطلبة داخل الاختبارات من بكاء أو صراخ أو ترك الأوراق فارغة.. إلى آخره مما نسمعه كل يوم، يجعلنا نطرح سؤالاً هاماً للمسؤولين....
هل الاختبارات التي وُضعت راعت جميع القواعد والأنظمة والضوابط المتعارَف عليها والتي ذكرتها مسبقاً؟؟
عندما أريد معرفة حقيقة الاختبارات فأنا بالطبع أسأل بعض الطلبة والطالبات الذين أدوا الاختبارات وخصوصاً المتفوقين منهم.
ولذلك أقول إنه لا توجد طالبة متفوقة واحدة ممن قابلتهن راضية عن جميع أسئلة الاختبارات، ولا توجد طالبة متفوقة واحدة من اللاتي سألتهن، إلا وبكت لي من أسئلة مادة الرياضيات التي تحتاج لنيوتن وانشتاين ليحلها، كما اشتكى جميع الطلاب من أسئلة مادة الكيمياء والتي كانت في الأيام الأولى للاختبارات مما أثر سلباً على نفسية الطلبة والطالبات، كما لا توجد طالبة واحدة متفوقة إلا وبكت من أسئلة الحديث.. ولكن الأمر هنا يختلف فالبكاء ليس لصعوبة الأسئلة بل لقصر الوقت وقلة الورق.. «24» فقرة سؤال اجباري مطلوب الاجابة عليها جميعها ولا يوجد أي أسئلة اختيارية والغالبية العظمى من الأسئلة مع الشرح والاستشهاد بالدليل إما من القرآن الكريم أو الاستشهاد من السنة والأحاديث النبوية المطهرة. وكل هذا مطلوب في «ساعتين» من الزمن فقط.. ماذا يحدث لو كان الزمن ساعتين ونصف أو ثلاث ساعات.. في مادة الحديث.. أو تقليل عدد فقرات الأسئلة لتتناسب مع الزمن المحدد لهذا الاختبار؟؟
فالطالبات المتفوقات لم يسعفهن الوقت ليكملن الاجابة ولم يجدن صفحات ورق كافية لتكملة ذلك.. لا شك أن أصعب الأمور على الاطلاق أن يكون الطالب يعرف الاجابة ولا يكفيه الوقت ليكمل اجابته ولا تكفيه الأوراق ليجيب.
هذه أمثلة مختصرة لبعض ما حدث وأترك الأمر أمانة بين أيدي المسؤولين لمراعاة ذلك وتلافي حدوثه في المستقبل، فلكل منا أخ أو أخت أو ابن أو ابنة أو جار أو قريب في الثانوية العامة.. وفي النهاية أقول كلهم أبناء وطننا الغالي ويعزون علينا ونريد إنصافهم ومراعاتهم ونتمنى لهم التوفيق والنجاح ولا نستطيع تجاهل شكواهم فيجب أن نوصلها إلى كافة المسؤولين.. ونحن على ثقة كبيرة بمسؤولينا، فلقد تعودنا منهم دائماً التفاعل السريع مع كل قضية انسانية تطرح عليهم من قبل المواطنين أو الرأي العام أو على صفحات الجرائد..
والله من وراء القصد.

فاكس: 6066701-02
ص.ب:4584 جدة :21421

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved