|
|
على امتداد وطننا العربي الكبير مساحة، وفي ظل الظروف الراهنة والمرتهنة بواقعنا المرير على مختلف مستويات السقوط، يقفز سؤال من بين «الانقاض» متجاوزاً ألسنة «اللهب» رافضاً الاحتراق بنار الهزيمة التاريخية التي تمر بها امتنا المطعونة بحناجرنا قبل خناجرنا، ليرسم لوحة ألم: هل نحن امة بلا ذاكرة؟.. رغم تراثنا الزاخر بأصناف الهزائم وشيء من أوراق المفاخر وأدخنة المباخر، كم «قضية» كانت زلزالاً حطم وهم «الثابت» وكم بركان احرق سراب «الانجاز» وفضح المواقف وخلط الاوراق، خذ مثلاً حرب الخليج الاولى.. والثانية ثم الثالثة وغيرها من حلقات مسلسل هزائمنا المعاصرة والذي بات ينافس المسلسلات المكسيكية في عدد حلقاتها وطولها الممل، هذه «القضايا» أخذت مكاناً بارزاً في ذاكرة المجتمع العربي، ولكن ماذا بعد مرور تلك «الأزمات» هل تحولت تلك القضايا الى «ملفات» أخذت موقعها في أرشيف الذاكرة؟ وهل لدينا خطط واضحة لاستدعاء تلك الملفات ودراستها وتحليلها والخروج منها بموقف عقلاني، نعيد به الى جسد الامة صحته وحيويته ونخلصه من جذور تلك الهزائم؟ ام اننا بعد فترةٍ طالت ام قصرت نكتفي بضغطة زر على « Delete» عندما تصفعنا هزيمة جديدة بالقفز على شاشة الواقع معلنة انفجار «أزمة» او ميلاد «هزة» مأساوية دون العودة الى «الذاكرة» المثخنة ب «جراحنا» و«آلمنا» الكبيرة، والتي تعظم عندما يرتفع صوت العقل بالسؤال المفجع: هل نحن أمة بلا ذاكرة؟. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |