كثيرون هم الأشخاص الذين كونوا لأنفسهم معرفة طبية أو لنقل ثقافة طبية بسبب احتكاكهم المتكرر بالأوساط الصحية أو الطبية سواء لمرض ألم بهم أو بأحد معارفهم، أو حتى بالمطالعة العلمية كهواية شخصية، ومثل هذه المعرفة سواء ضاقت أو اتسعت فإنها تبقى ضمن حدود، وهي ذات وجه مفيد عندما يتحلى صاحبها بتعاون مع الطبيب في تشخيص المرض وتدبيره وتنفيذ خطة العلاج، ولكن أحياناً يظهر لها وجه ضار عند بعض الأشخاص عندما تدفعهم ثقتهم المفرطة بأنفسهم للاستعاضة عن دور الطبيب بمعرفتهم المحدودة، فتراهم يصفون دواءً كان ناجحاً عند مريض ما لمريض آخر، وهذا إجراء فيه من الخطورة ما فيه، فأقل ما يمكن أنه يعالج عرضاً فقط للمرض ولا يعالج السبب، وهناك تختفي الأعراض مما يتيح الفرصة للمرض بالتمادي والتفاقم، هذا إن لم يسبب هذا الدواء أذى مباشراً للمرض .
ما أريد أن أخلص اليه أنه شيء جيد أن يكون للمرء دراية ومعرفة طبية إلا أنها تبقى محدودة مهما اتسعت، وهي لا تحل بأي حال من الأحوال محل المشورة الطبية المتخصصة عدا أنها قد تكون ضارة أحيانا، لذلك ننصح بالثقافة الطبية للتعاون مع الطبيب وذلك لأن المحصلة تكون مصلحة المريض ضد المرض أولاً وآخراً .
( * ) نائب رئيس مجلس الإدارة
|