كم هو جميل أن نتأمل في لحظة صفاء ذهني تأتي إلينا بعد غياب متسللة ما بين اكتاف مشاغل حياتنا اليومية فنمتع أنفسنا بجماليات هذا الكون البديع.. لتحاكي جمالية النفس والروح فينا.. التي هي من معطيات.. ميَّز الله بها خليفته في أرضه.. فيكون الإنسان لحظتها في أبهى صور البهاء وهو يحلق مع طيور الأشواق ما بين أغصان ياسمين الخيال لتأخذه إلى سماء عذوبة وطنيته أحياناً فتُهدِيه من مخمليتها مركب يبحر فيه.. في بحور واقع الخيال.. وخيال الواقع.. فتتهامس ما بين.. مد.. وجزر..
بهمس الصمت أحاسيسه ومشاعره لتوجه مركب وجده واشتياقه إلى شواطئ يترجمها وجدانه إلى تصور واقعي فيراها حقولاً جميلة خضراء تكتسى إشراقة صباح يوم مشرق. فما أجملها وهي تتباه بنبتها وتفتخر به والفرحة تغمرها حين تستمد سنابلها سنابل.. الحب.. والوفاء دفء إشعاع الحياة والنمو والأمن والاستقرار من أهداب شمسه. شمس العطاء والرخاء في صمت حركي وتناغم وانسجام وتوافق عجيب لترتسم لوحة واقعية على جبين الكون يتجسد فيها مثالية التلاحم وسمو الانتماء لهذا الوطن العظيم.
نعم إنها لوحة إبداعية آسرة لروح الناظر إليها فتخلد في صفحات سجله الذهني محدداً قيمتها ثقافة حسه الجمالي. وشفافية أبعاده الذوقية مبتهلاً للخالق المبدع أن يحمي هذه الحقول لسنابلها وأن الشمس عن هذا الكون لا تغيب.. وهنيئاً لنبتك ولك.. بك يا وطن.
|