إن موضوع اليوم الدولي لمكافحة تعاطي المخدرات والاتجار غير المشروع بها هذا العام، «فلنتحدث عن المخدرات»، يوجز في هذه العبارة أفضل منطلق لمواجهة أي مشكلة، أي الاعتراف بوجودها والتحدث عنها بصراحة علماً بأن ما يقدر بمائتي مليون شخص على نطاق العالم يتعاطون المخدرات على نحو غير مشروع. ويشكّل ذلك ما نسبته 7 ،4 في المائة من سكان العالم من الذين تتجاوز سنهم الرابعة عشرة، وهذه الأرقام في حد ذاتها مثيرة للجزع، ولكن آثار تعاطي المخدرات تتجاوز إلى حد بعيد الأفراد المعنيين، وتسبب أذى بالغاً للمجتمع في النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية بما في ذلك انتشار فيروس نقص المناعة البشرية.
ويركّز الشعار «فلنتحدث عن المخدرات» على الحاجة التي تدعو الجميع، الأطفال والأسر والأقران والمعلمين والمجتمعات المحلية، إلى التحدث عن تعاطي المخدرات، والاعتراف بأنها مشكلة، وتحمّل المسؤولية لفعل شيء إزاءها، وقد ثبت ان الدعم الذي يوفره الوالدان في رعاية أبنائهم والإصغاء إليهم هو أحد أهم عوامل الحماية من تعاطي المخدرات، وأما بالنسبة إلى العديد من الشباب حول العالم الذين لا يتمتعون ببيئة أسرية داعمة، فتقع على عاتقنا مسؤولية خاصة تجاههم.
إن تعاطي المخدرات يكون في الغالب نتيجة لمشاكل كامنة أو عرضاً من أعراض حالة قلق أوسع نقاطا، ولذلك فمن المهم التحدث عن معالجة الأسباب المحتملة، وليس عن التعاطي فحسب بصفة منعزلة، إن التحدث عن المخدرات هو السبيل الوحيد لكسر حلقة الصمت والوصمة والعزلة التي تحيط بالأشخاص المرتهنين للمخدرات، وهذه الحلقة لا تزيد المشكلة إلا سوءاً، كما ان التحدث بصراحة أمر أساسي أيضاً إذا أردنا مواجهة المشكلة في وقت مبكر واجتناب تحوّلها إلى حالة مزمنة.
لذا، فإن احتفالنا باليوم الدولي لمكافحة تعاطي المخدرات اليوم هو تذكير لنا جميعاً لكي نقوم بدورنا، والأمم المتحدة تقف مستعدة لمساعدتكم في هذه المعركة، ولدى برنامج المخدرات التابع لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة قدر كبير من المعلومات المتاحة على الموقع www.undoc.org لمساعدتنا في التحدث عن المخدرات.
(*) الأمين العام للأمم المتحدة
|