ما زال العديد من دول العالم يعاني ويقاسي الويلات والنكبات نتيجة انتشار المخدرات والتساهل في التعامل معها.
مبدئياً ان حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على مكافحة هذا الداء والقضاءعليه في بدايته ومحاولة ابطال وافشال اي محاولة لانتشاره بين افرادها لهو اكبر دليل على استشعار ولاة الامر لهذه الآفة ولمعرفتهم الحصيفة بأثر هذا الداء على الفرد والمجتمع ووجوب القضاءعليه والقيام على مكافحته وبذل جميع ما تملك من ثرواتها للحيلولة دون انتشاره.
ونظرا لما تمثله تلك الاضرار من تهديد مباشر وخطر محدق بأمن الافراد والمجتمعات في حاضرها ومستقبلها، فقد هب المجتمع الدولي ممثلا في حكوماته ومنظماته الدولية والاقليمية لمواجهة تلك المخاطر وتعبئة الجهود بغية التوصل الى موقف عالمي موحد ضد انشطة زراعة وانتاج وتجارة وترويج المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، فأبرمت الاتفاقيات وعقدت المعاهدات، ونظمت المؤتمرات، واجريت البحوث والدراسات، ووضعت خطط المكافحة وقرنت معها التوعية الوقائية من اجل خلق مناخ ثقافي مشترك ضد اساءة استعمال المخدرات ايضا تبذل دول العالم جهودا مضنية في حرب لا هوادة فيها مع تلك العصابات لشل نشاطها الاجرامي ودرء اخطار تلك السموم، كما سنت القوانين ووضعت العقوبات الصارمة في حق تلك الفئات المنحرفة.
ان من فضل الله تعالى على عباده ان شرع لهم ما فيه صلاح دينهم ودنياهم واخرتهم فاحل لهم الطيبات من الرزق وحرم عليهم الخبائث وفي مقدمتها المخدرات التي تسبب امراضا خطيرة للقلب والجهازين الهضمي والتنفسي وتؤدي بمتعاطيها الى الضعف والوهن فتراه شخصا معتلا مهزوزا كسولا مهملا عديم الغيرة والرجولة مرتبك التفكير سيئ العلاقة متسببا في تفكك اسرته وفساد مجتمعه.
ان احتفال العالم باليوم العالمي لمكافحة المخدرات السابع عشر لهو اكبر دلالة على إجماع كل المجتمعات بشتى جنسياتهم وحضارتهم وثقافاتهم واديانهم على مكافحة المخدرات تعاطيا وترويجا.
والمملكة العربية السعودية قامت على تحديد إستراتيجية ملائمة لمكافحة هذا الداء الذي استهدف ابناءها وممتلكاتها وفق شريعة سمحة ورسم خطط مدروسة لتحقيق الاهداف المرسومة والمحددة من قبل ولاة الامر التي نأمل من الله ان تؤدي ثمارها.
ان ما نأمله ان يحقق اليوم العالمي الاهداف التي اقر من أجلها.والله من وراء القصد..
(*) الرئيس العام لرعاية الشباب
رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات
|