* واشنطن من ادام انتوس رويترز:
يحاول قادة الولايات المتحدة وأوروبا تخطي الانقسامات التي حدثت بسبب الأزمة العراقية خلال القمة التي بدأت أمس الاربعاء في واشنطن لكن خلافات جديدة تحوم في الأفق حول المقاومة الفلسطينية والأغذية المعدلة جينيا.
وفي نقطة خلاف رئيسية قال مسؤولون أمريكيون إنهم سيضغطون في القمة على شركائهم الأوروبيين لحظر الجناح السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس».
وتحدث مسؤول أمريكي كبير للصحفيين عن القمة قائلا إن الولايات المتحدة تأمل أن يتخذ الاتحاد الأوروبي موقفا أكثر حزما تجاه حماس.
وتزعم الولايات المتحدة منذ سنوات أن حماس «منظمة إرهابية أجنبية» ولكن الاتحاد الأوروبي يواصل التمييز بين أنشطتها العسكرية ودورها الاجتماعي والسياسي في الأراضي الفلسطينية.
وقال المسؤول الأمريكي الذي طلب عدم نشر اسمه «سوف يثار الأمر في قمة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي».
وداخل الاتحاد الأوروبي تبنت بريطانيا موقف الولايات المتحدة بشأن الجناح السياسي لحماس في مواجهة فرنسا.
وفي اجتماع استضافته لوكسمبورج الأسبوع الماضي ضغط وزير الخارجية البريطاني جاك سترو على زملائه في الاتحاد الأوروبي لحظر الجناح السياسي لحماس ولكن وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان قال إن هذا الجناح لاعب ضروري في عملية السلام.
كما تضغط واشنطن على حكومات الاتحاد الأوروبي لتبني سياستها الخاصة بتهميش دور الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لكن المسؤولين الأمريكيين قالوا إنهم غير متأكدين من طرح هذه النقطة خلال القمة.
وتتبنى واشنطن مزاعم إسرائيل أن عرفات يعمل على إذكاء العنف.
لكن المسؤولين الأمريكيين والأروبيين على السواء يقولون إن قمة واشنطن هي فرصة لتوسيع الأرضية المشتركة رغم الخلافات، وحرص الجانبان على امتداح الاتفاق الأمريكي الأوروبي بشأن تسليم المطلوبين.
ومن جانب آخر لم يستخدم الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي يجري محادثات في البيت الأبيض مع رومانو برودي رئيس المفوضية الأوروبية ومع كوستاس سيميتيس رئيس وزراء اليونان التي ترأس حاليا الاتحاد الأوروبي لغة دبلوماسية مهادنة وهو ينتقد السياسات التجارية للاتحاد الأوروبي.
وجدد الرئيس الأمريكي أول أمس نقده للدول الأوروبية الرافضة للأغذية المعدلة جينيا قائلا إن الحظر الأوروبي يساهم في تعميق مشكلة المجاعة التي تعاني منها القارة الإفريقية وطالب بوش دول الاتحاد برفع القيود التي تفرضها على الأغذية المعدلة جينيا «لصالح القارة الإفريقية التي تتهددها المجاعة».
وتشعر الدول الأوروبية بالقلق إزاء عنصر الأمان في الأغذية المعدلة جينيا وتقول دول الاتحاد الأوروبي أيضا إنها تقدم مساعدات للدول الإفريقية تزيد على ما تقدمه الولايات المتحدة وأنها لا تفعل شيئا يجعل الدول الإفريقية ترفض التكنولوجيا الحيوية.
وبعد تخطي أزمة العراق يرى دبلوماسيون أن هناك استعدادا وليدا لدى الولايات المتحدة وأوروبا على جانبي المحيط الأطلسي للبحث عن حلول.
ولإبراز حسن النوايا يوقع المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون عددا من الاتفاقات خلال القمة من بينها اتفاق خاص بتسليم المطلوب إلقاء القبض عليهم في إطار وعد الاتحاد الأوروبي بمساعدة واشنطن على مكافحة الإرهاب في أعقاب الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر/ايلول عام 2001.
وقال مسؤول رفيع في إدارة بوش «الولايات المتحدة وأوروبا معا امامهما التزام بالنظر إلى أبعد من موقفيهما.. إلى العالم. هناك تكمن المخاطر التي تتهدد الحرية المخاطر التي تتهدد الأمن يمكن أن تجيء من هناك وهناك أيضا فرص العمل المشترك».
لكن العلاقات عبر المحيط الأطلسي تواجه تحديات كبرى.
فعشية القمة وبخت أوروبا بدورها واشنطن في خلافهما حول الأغذية المعدلة جينيا.
وردت المفوضية الأوروبية يوم الثلاثاء على الرئيس الأمريكي الذي انتقد موقفها قائلا إنه يضر الدول الإفريقية الفقيرة.
|