* بغداد المجر الوكالات:
قال سكان ببلدة المجر في جنوب العراق أمس الاربعاء إن أربعة عراقيين على الأقل لقوا حتفهم وأصيب 14 في اشتباك دار بالبلدة أمس الأول وقتل فيه ستة بريطانيين من الشرطة العسكرية.
وقال السكان إن الجنود البريطانيين الذين قتلوا أمس الأول قتلوا برصاص مدنيين عراقيين غاضبين من عمليات بحث مستفزة عن الأسلحة في بلدة شيعية محافظة بجنوب العراق.وذكر سكان ببلدة المجر بجنوب العراق على بعد 30 كيلو مترا جنوبي العمارة أن السكان قتلوا الجنود البريطانيين الستة بعد أيام من التوتر الناجم عن الأساليب التي يستخدمها الجنود البريطانيون في البحث عن الأسلحة.وقالوا إن الجنود البريطانيين استخدموا طلقات بلاستيكية للسيطرة على حشد في بلدة المجر إثر احتدام التوتر على مدى أيام.
وأضافوا أن العراقيين ظنوا أن الجنود يطلقون عليهم ذخيرة حية ففتحوا نيران بنادقهم الكلاشنيكوف مما أسفر عن مقتل الجنود البريطانيين الستة.
وقال ربيع المالكي وهو من سكان المجر «هؤلاء الجنود البريطانيين أتوا بكلابهم وصوبوا أسلحتهم نحو النساء والأطفال ونحن كمسلمين لا نقبل بدخول الكلاب بيوتنا».
وذكر السكان أن الجنود البريطانيين دخلوا البلدة أول مرة للبحث عن الأسلحة في 21 يونيو/حزيران وأنهم دخلوا البيوت بالكلاب وشهروا السلاح في وجه النساء والأطفال.وقالوا إنه بعد شكاوى السكان وافقت القوات البريطانية على وقف عمليات التفتيش المكثفة لكنها عادت بعد يومين واستخدمت نفس الأساليب.
وأضافوا أن العراقيين طلبوا مجددا وقف عمليات البحث ووعدوا بتسليم أسلحتهم خلال شهرين.
ولدى عودة الجنود البريطانيين مجددا نزل آلاف إلى الشوارع للاحتجاج.وقال أحد السكان الذي رفض الكشف عن اسمه «صرخت فيهم لأنهم شهروا بنادقهم في وجه طفل، قلت لهم لا تفعلوا ذلك لكن جنديا ضربني بكعب بندقيته في وجهي، وحينئذ بدأ اطلاق الرصاص».
وقال فالح سليم وهو من سكان البلدة أمسك جندي بريطاني بقطعة من ملابس داخلية لامرأة وشدها، كيف نقبل بهذا ونحن مسلمون وشيعة».
والخسائر التي تكبدتها القوات البريطانية في العراق هي أكبر خسائر تلحقها «نيران معادية» منذ بدء الحرب للإطاحة بنظام صدام حسين يوم 20 مارس/آذار.
ولم تواجه القوات البريطانية التي تسطير على جنوب العراق الذي تقطنه أغلبية شيعية كثيرا من المشاكل منذ إسقاط صدام على خلاف القوات الأمريكية التي تسيطر على المناطق التي تسكنها أغلبية سنية.
وكان الشيعة قد أعربوا عن ارتياحهم لرحيل صدام الذي اضطهدهم لسنوات.وقال السكان إنهم لن يقبلوا بوجود القوات البرطانية في بلدتهم بعد الآن.
وقال أبو فاتن «سنفعل نفس الشيء إذا عاد البريطانيون، لن نسمح لهم بالعودة».
وأعلن وزير الدفاع البريطاني جيف هون أن لندن لا تستبعد خيار إرسال مزيد من التعزيزات العسكرية للعراق ومراجعة الترتيبات الأمنية للجنود على أرض الواقع.وقال هون لهيئة الإذاعة البريطانية «اولويتي القصوى هي أمن وسلامة القوات البريطانية وتجري بالفعل مراجعة ملحة لتأمين سلامة الجنود».
وأضاف قوله «لدينا المزيد من القوات إذا كانت هناك حاجة لذلك»، وصرح بأن أي قرارات ستعتمد على نتائج المراجعة الأمنية التي أمر بها القادة الميدانيون في العراق.
واستطرد هون قائلا «من المهم أن نعرف ماذا جرى تحديدا في هذا الحادث المروع، نعرف من المسؤول وتداعيات ذلك على نشر قواتنا في أماكن أخرى.
«كان يوما مروعا... لكن من المهم أن نعرف أنه ليس حادثا نمطيا ولا يقع على نطاق واسع».
من جانبه أكد الليفتانيت كولونيل بي جي لويس المتحدث باسم القوات البريطانية في العراق أمس الأربعاء أن الهجمات التي تعرض لها جنود بريطانيون تؤكد أن الحرب في العراق لم تنته بعد وأن قوات التحالف سوف تستمر في عملها وأنها مستعدة لمقاومة مثل هذه الهجمات في أي وقت.
ونقل تليفزيون «بي بي سي» البريطاني نقلا عن مسؤولين عسكريين بريطانيين أن الحوادث الأخيرة تؤكد على أهمية زيادة الجهود من أجل تعزيز الإجراءات الأمنية في العراق وأن هذه الهجمات هي الأخطر من نوعها منذ دخول قوات التحالف إلى العاصمة العراقية بغداد.
من جهته، قال متحدث عسكري بريطاني: إن الهجوم الذي وقع على جنود بريطانيين حدث دون استفزاز.
وقال اللفتنانت كولونيل ري مكورت للصحفيين أمام قاعدة عسكرية بريطانية قرب العمارة «حدث الهجوم دون استفزاز، إنها جريمة».
وأعلنت حالة التأهب القصوى بين القوات البريطانية في جنوب العراق في أعقاب الحادث.
|