أخيرا وبعد أن قرر الإرهاب نقل عملياته الانتحارية إلى أقدس بقعة من بقاع الأرض وأحب بلاد الله إلى الله ورسوله.. مكة المكرمة مأوى الأفئدة وقبلة المسلمين حيث البيت العتيق والكعبة المشرفة، أخيراً انكشف القناع عن تلك الفئة الباغية الخارجة عن الملة بحكم استباحتها لدماء المسلمين في الأرض المحرمة التي حرمت بحرمة البيت المقدس حيث لا يُقطع شجرها ولا وبرها ولا تُقتل فيها روح كائن من كان من مخلوقات الله، ناهيك عن الإنسان الذي حرم الله قتله إلا بالحق، نعم ونقولها بملء أفواهنا لقد انكشف القناع وظهرت الوجوه على حقيقتها وتمايست اليوم الصفوف وأصبح كل فريق واقفاً في مكانه الحقيقي لئلا يدعي الدعاة المرجفون بعد اليوم أنهم يقاتلون الكفرة والأمريكان في جزيرة العرب، فهل دخل الكافرون والأمريكان مكة المكرمة وهي قد حرمت على الكافرين من يوم ان قال الله في المشركين { إنَّمّا المٍشًرٌكٍونّ نّجّسِ فّلا يّقًرّبٍوا المسًجٌدّ الحّرّامّ بّعًدّ عّامٌهٌمً هّذّا }
هل جاء الإرهابيون إلى مكة المكرمة لأن الأمريكان والإسرائيليين ومناصريهم يحتمون بالبيت الحرام؟ وهل أصبحوا يعملون في أمانة العاصمة المقدسة أو في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، وهل جاء الإرهابيون لتطهير البيت الحرام ومكة المكرمة من دنس الأعداء بعد ان عاثوا فيها فساداً وحاولوا إخراج المسلمين الذين يؤدون الشعائر في تؤدة واطمئنان، هل لهذا جاء الإرهابيون بعتادهم الحربي نصرة للمسلمين!!
كلا والله ما دخل الإرهابيون إلى مكة المكرمة إلا لنشر فكرهم الضال وعقيدتهم الخبيثة ومكرهم المبين، فتباً لهم ولمن ناصرهم وتعاطف معهم وبؤساً لمن أيد أعمالهم الإجرامية فهاهم يقاتلون المسلمين في البلد الحرام ويريدون من أبناء الأمة المسلمة ان يقفوا معهم في وجه الهجمة الامبريالية، فأي ميزان هذا؟ وأي عقل راجح يقبل بهذا؟ وأي قضية يقاتلون من أجلها؟ نعم بئسَ النهجُ والتفكيرُ والقاعدة التي ينطلقون منها وبئستِ العقيدة الفاسدة التي يتغذون بها، إنها فتنة في الأرض وفساد كبير وقد وجب على الجميع اجتثاث الفتنة كل بما ملكت يداه والمطلوب منا وقفة حازمة ورفض وفضح لهذا المخطط الذي يستهدف في المقام الأول زعزعة استقرار هذا البلد الآمن وزرع الشقاق بين أهله وتخريبه بأيدي أبنائه الذين ضلوا عن جادة الطريق وسلكوا سبلاً معوجة وطرقاً لا تؤدي بهم أو بمن شايعهم إلا إلى الجحيم.
المطلوب من ولاة أمرنا - حفظهم الله - ان يضربوا بيد من حديد على زارعي الفتنة وألا يسمحوا للأفكار الدخيلة بالانتشار وان يحاصروا مروجي الضلالة في جحورهم المظلمة، فغداً سينقلب الجمع الباغي ويولون الدبر {وّسّيّعًلّمٍ الذٌينّ ظّلّمٍوا أّيَّ مٍنقّلّبُ يّنقّلٌبٍونّ }.
ويحق لي في هذا المقام ان ادعو كل مَنْ غرر بهم من الشباب ان يراجعوا أنفسهم ويستشعروا شرف هذه الرسالة وقدسية هذا البلد مهبط الوحي وأرض الحرمين الشريفين وعليهم ان يعودوا لجادة الصواب للذود عن دينهم وخدمة وطنهم فقد أكد رجل الأمن الأول بهذه البلاد سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ان المواطن يظل مواطناً مهما بدر منه وان الجهود مبذولة لإعادة المخطئ إلى الصواب وإصلاح تجاوزه ليعود عضوا صالحاً في مجتمعه.
* عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
فاكس 014803452
الرياض 11333 ص.ب 340184
|