نتحدث دائماً عن الهواية والهواة ونلبس الهواية من خلع الجمال ومحاسن القول الكثير من الحلل والشيء يقترن دائماً بضده وكما قيل «وبضدها تتميز الأشياء».
وتحدثني نفسي عن الاحتراف فأميل بها الى الهواية في المجال الرياضي ولكنها تنازعني الى التحدث عن الاحتراف وكعادتي في اتاحة المجال الى كل موضوع ان يطرح ويناقش ثم يتميز في النهاية الى الحكم به او عليه طالما ان كل قول غير ملزم سامعه بالتسليم بصحته من عدمها. نحن دائماً نقول اننا نحارب الاحتراف وكلمة المحاربة كلمة اقسى في التعبير من غيرها لذا فإن الاولى ان نبدأ بالاحتراف المحارب الذي لا يقر او لمبيا حيث ان المملكة عضو في اللجنة الالومبية وهي تعتمد في انظمتها الى التشريع بالنسبة للهواة كما انها لا تسمح في اشتراك محترف في الدورات التي تنظمها اللجنة الالومبية، وحتى نبقي على عضويتنا فيها لا بد وان تكون جميع الانظمة الصادرة متفقة مع مبدأ الهواية. ومعنى هذا ان الاحتراف المحارب هو ذلك النظام الذي يبدو في ظاهره هواية وهو في باطنه احتراف فالجوائز المادية التي تصرف للاعبين نتيجة عمل رياضي وتنشر في الصحف هي في حد ذاتها اساءة الى سمعة الهواية ومحاربة من قبل السلطات المشرفة على الرياضة للابقاء على مسمى الهواية الذي نشترك في اللجنة الالومبية الدولية بمقتضاه، ويتساءل الكثيرون ان القدم الراسخة في كرة القدم هي لتلك الفرق المحترفة في الرياضة، ففريق البرازيل وانجلترا وايطاليا كلها فرق محترفة والرد على هذا السؤال هو ان هناك اعلان لاحترافها وحدود فاصلة بين المحترفين والهواة، والانظمة في تلك البلاد محدد لهذا وذاك، ثم ان الفرق المحترفة تشرف عليها لجنة او اتحاد مرتبط بالاتحاد الدولي للمحترفين واما الهواة فهي ايضا كذلك مربوطة باتحاد، ومن ثم مرتبطة باللجنة الاولمبية.
ولا شك في ان هذا الاحتراف المنظم والمعلن عنه غير شاذ في عالم الرياضة بل قد يكون من عز تلك اللعبة ونموها. فلو فرضنا ناديا مثلا في المملكة طرح على أساس ان يكون شركة مساهمة ثم تدفقت رؤوس الأموال للاشتراك فيه، وجلبت له افضل العناصر، وبنيت لتدريبه افضل الملاعب وانتدب للاشراف عليه اقدر المدربين كل ذلك على حساب رأس المال، ثم خرج عن الحدود للعب مع الفرق العالمية وجلب فرقا مماثلة لقصد الربح - لما كان في الامر شيء - ومن ها ينطلق بعض القول الى عدم احتمال قيام ذلك وتفسر الكلمة الواردة بأننا حتى الان لم نصل الى مستوى الاحتراف خاصة وان مستوانا في الهواية فيه ما يقال - فأين رؤوس الأموال - واين اللاعبون على هذا المستوى وأين وأين.
الهزيمة والنصر
إن المسابقات الرياضية التي تقام في المملكة وفي غيرها لفرق الهواة منشأها الحاجة الى صقل المواهب - وتنمية القدرات بالاحتكاك وهي في نظر المشرع اسلوب من أساليب التنمية - فالمصيبة ليست بعدد الأهداف التي يحرزها الفريق - فقد يكون المتفرج ممتلئا اعجابا وتقديرا بالفريق المهزوم بالأهداف والمنتصر في اللعب - ويسوء كل رياضي له هذا الادراك ان يسمع كلمات الاساءة تنصب على الفرق التي لم تحرز من النقط ما يؤهلها لتسميتها منتصرة بينما هي في كفاحها للابتعاد عن المؤخرة اعطت من البذل والعطاء وتحملت على كاهلها كل المتاعب وصبرت على تحمل القول المنشور والمشافه به الكثير - ولكن هل يجب ان تكون خاتمة المطاف ان ترمي في نزاهتها وان تعلك الالسن رجالا بذلوا من وقتهم ومن مالهم بدون مقابل، اني اتطرق الى هذا القول على أساس ان الصحافة يجب ان تكون مرآة صادقة لمحيطها وما يقال فيه وان تعالج شؤون الساعة دون خوف وان تستطلع الآراء وترشد الى القول السليم حتى لا يعيش بعض الناس على انفعالاتهم وينقلونها للآخرين فتشوه الصحيفة الرياضية بأمور لم يقم الدليل عليها. ان كل انسان يخطئ والخطأ ليس عيبا ولكن ان يتعمد الانسان الخطأ فهذا ابعد ما يكون عن الهدف الرياضي السليم.
ان الفوز ولانصر بالمباريات ليس بعدد أهدافها - والطريق الى الفوز المشرف والذي يستطيع ان يفتخر به النادي أي ناد هو عن طريق البذل والعطاء داخل خطوط الملعب وبطرقه الصحيحة ومسميات الكؤوس أمور معنوية وقيمتها معنوية ايضا فإذا لم يحرز النادي الكسب المعنوي فلا تفيده المجاملة بالقول ان كل انسان يعرف نفسه اكثر من الآخرين اذا كان من أصحاب العقول المدركة فإن مدح بما ليس في عرف ذلك وان وصم بما هو براء منه اضحكه التجني المقصود وغير المقصود والرياضة شيء وما يقال شيء آخر.
الجيل الأول
الجيل الأول هو دائماً الطليعة التي تواجه الخطر وتكتشف المجهول - فحكامنا - في فكرة القدم ومدربونا ايضا هم طليعة الاجيال التي سوف تعقبهم وسيواجهون في المحيط الرياضي كل جديد لم يتعودوه - فعدم الثقة بهم قائمة الان على أساس انه متى كان لدينا حكم يمكن ان يدير مثل هذه المباريات ولقد كنت على ذكرى بعض المواقف في رعايةالشباب حول تكليف الموزان او الدهام في بعض المباريات وكنت ألاقي ازمة عدم الثقة بهم حتى من العاملين في المحيط الرياضي واتحمل المسؤولية، وكانوا يتأرجحون بين النجاح وغيره بخلاف هذا اليوم الذي قوي فيه عودهم واصبحوا من القدرة بمكان - ولكن المشاكل ايضا تطارد الطليعة من الحكام والمدربين فهم دائماً في نظر الجمهور الذي تعود عليهم موضع نظر - ولكن يجب عليهم ان يضعوا الأسس السليمة للاجيال التي سوف تأتي من دعهم، ان عليهم ان لا يصغوا لكل ما يقال عنهم طالما انهم واثقون من أنفسهم، ان اكثر شيء اخافه على حكامنا ومدربينا في الطليعة هو انهزامهم أمام ما يقال عنهم خاصة في هذه الأيام. ولي ان اتساءل عن وظائف المدربين الذين بعثوا الى تونس هل ستوضع الثقة فيهم للتدريب ام أنهم سيواجهون المشقة التي لقيها الطليعة من الحكام.
لابد وان يوضع في الحساب انه لا توجد دولة ستضحي من اجل حكامنا ومدربينا بأن تعطيهم فرقها ومبارياتها من اجل ان يتدربوا عليها ويصقلوا مواهبهم، ان لم نضحي نحن ونقف معهم في النجاح والفشل انني منذ عاد المدربون وانا اطلع الى النتائج التي يمكن ان تسفر عنها ثمرة بعثهم - انني ارى ان تتحمل رعاية الشباب كامل رواتبهم في الأندية - كما انني ابحث عن الجيل الثاني من الحكام واحمل الدهام والموزان مسؤولية ذلك - فلا بد لهم من عقد ندوات واختيار مجموعة ليقدموها على مسؤوليتهم لرعاية الشباب، انني احملهم هذا على أساس انهم الطليعة والقدوة فكل عمل يقومون به سوف يكون شريعة ما بعدهم.
ولست في حاجة الى ان اشير الى ان هذا القول صادر من زيادة الثقة بهم او عدمها فهم اعرف الناس بأنفسهم، بل لانني اريدهم ان يعرفوا الهدف الأساسي من العلم للجيل الأول للطليعة الأولى ويصيبوا قلب الهدف.
|