في ظاهر الأشياء تبدو الجهود الأمريكية للتسوية في المنطقة كبيرة ومتعاظمة، إذ بينما كان وزير الخارجية الأمريكي لايزال يبذل جهوداً بشأن التسوية على هامش اجتماعات المنتدى الاقتصادي الدولي، تم الاعلان عن مهمة جديدة لمستشارة الرئيس الأمريكي للأمن القومي للمنطقة وفي ذات الوقت كان موفد للرئيس الأمريكي يواصل مهمته بين الأراضي الفلسطينية وإسرائيل..
ولا تتوقف التصريحات الأمريكية في شكل رسائل إلى هذا الطرف أو ذاك معبرة عن الحضور الأمريكي المكثف والاصرار على إحداث نقلة في جهود السلام..
وعلى الأرض فإن تأثيرات قليلة فقط يمكن ملاحظتها لكل هذا الحضور الأمريكي فيما يتصل بإسرائيل حيث ما زالت تواصل اعتداءاتها وبوتائر متصاعدة، فالاغتيالات مستمرة وآخرها اغتيالها لعبدالله القواسمة المسؤول في حركة حماس وارتكبت جريمة أخرى عقب ذلك بقتل أربعة فلسطينيين واعتقال أكثر من مائة وتدمير المزيد من المنازل. وهذه مجرد حصيلة تقريبية لما حدث خلال يومين، وكل هذه الجرائم وغيرها حدثت رغم الجهود الأمريكية المكثفة ورغم إعراب واشنطن عن امتعاضها من جرائم الاغتيال. ومن الواضح أن هذا الحضور الكبير لأمريكا في المنطقة ليس هو السبيل لإقناع إسرائيل، فهو بالأحرى لممارسة ضغوط أكثر على الجانب الفلسطيني بينما تظل إسرائيل مثل كل مرة بمنأى عن أي ضغوط، بل إن هناك في الولايات المتحدة من هو مستعد لتبرير جرائمها تحت دعاوي الدفاع عن النفس. وستكون الجهود الأمريكية أكثر تأثيراً إذا التزمت واشنطن بالموضوعية وعدم الانحياز وعندها يمكن الحديث عن جهد أمريكي حقيقي باتجاه السلام.
|