الأستاذ الدكتور عبدالله باقازي، الأستاذ بجامعة أم القرى، يكتب في الأدب والنقد، كتابات، أشبه بالكتابات الصحافية، لا يطالها العمق ومنهج البحث الذي هو سمة الأستاذ الجامعي الناجح المتطور العميق الرؤى..! لقد كتب الباقازي في عدد الأربعاء الصادر بتاريخ 11/4/1424ه عن الشاعرين الكبيرين حافظ إبراهيم وأحمد شوقي رحمهما الله في مساحة عمود مضاعف المساحة، كتابة لا تبل الصدى ولا تضيف شيئاً جديداً، وانتهى إلى تساؤلات بلا إجابات.
* ولو قرأ الأستاذ الدكتور الجامعي، كتاب الدكتور طه حسين «حافظ وشوقي»، ولو قرأ كذلك العددين الجامعيين من مجلة - فصول -. وما ألقي فيهما من بحوث حول هذين الشاعرين، فقد يستطيع أن يقدم للقارىء رأياً سديداً، لكن الذي لا يريد أن يتعب نفسه، فإنه يقدم أي كلام قد لا يهم أحداً كما يقول محمد الفايدي، غير أن كلام الإنسان ومنه ذو الرأي والكاتب، محسوب له أو محسوب عليه.. وعندي أن ذلك الوئام الذي كان بين الشاعرين الكبيرين، مرده أن حافظاً راجح العقل، فلم يدخل في معركة حسد خاسرة مع شوقي، ولاسيما وانه نال نصيبه من الشهرة والتقدير، وأن قدراً كبيراً من شعره، تميز به عن شوقي، فيما يختص بالبؤس والنكبات والآلام، لأن نفسه تتجاوب مع تلك الأحداث، ذلك أنه يعيش أطرافاً منها، فهو كثير الإيلام بها، بشهادة الكبار، ومنهم الدكتور طه حسين، ثم إنه لم يحرم من عطف أمير الشعراء عليه، فرضي بقدره.! ولن أظلم الأخ باقازي على أنه الوحيد، لكن له أشباه كثر، يلتقي معهم في المعارف السطحية.! ولعلهم يظهرون من حين إلى حين، في ملتقيات ثقافية أو ما ينشر في صحافتنا السيارة.. وكنت أتمنى أن يجهد الأستاذ باقازي نفسه شيئاً ما، ليبحث ويتعقب، وهو يدرس ويبحث ويتحدث، لأن الثقافة الجادة مشقة وعناء، والاتكاء على المعارف السطحية، لا يفيد لأنها ضحالة لا تغني فتيلاً.!
* ولا أدري، هل ما يكتبه بعض الأكاديميين، ويكتبه غيرهم في صحفنا، يمكن تصنيفه بأدب الصحافة أو صحافة الأدب، لأني كثيراً ما أطالع كلاماً باسم الأدب، لا يرقى إلى مستوى الأدب الحق بأي مفهوم، ويحسب كاتبوه في معايير النشر أو عند أصحابه، أنهم أدباء وكاتبون وباحثون وحتى منظرون، على حين أنهم بعيدون كل البعد عن العمق وما يثري المسيرة المعرفية، التي تحسب لصاحبها، إلا أن كثيراً مما ينشر من الغثاء، يحسب على صاحبه، ولا يحسب له.. وتظل المسيرة على نحو ما غاصة بما يلقى في الساحة، باسم الأدب والنقد والثقافة، غير أن المجدي أرقى من تلك السطحية العاجة، التي لا تفيد أحداً، وليس فيها غنى.!
|