Wednesday 25th june,2003 11227العدد الاربعاء 25 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مفتتحاً مؤتمر التطور الحكومي والاقتصادي في المملكة مفتتحاً مؤتمر التطور الحكومي والاقتصادي في المملكة
الأمير تركي الفيصل: المملكة ركزت دوماً طيلة تاريخها على اتباع منهج متطور وتدريجي

* لندن - واس:
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وايرلندا أمس مؤتمر «التطور الحكومي والاقتصادي في المملكة العربية السعودية» الذي عقد في المعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة في اطار برنامج الوفد الوزاري ورجال الأعمال السعوديين الذي يزوربريطانيا حاليا.
وحظي المؤتمر باهتمام كبير تجسد في حضور الوفد الوزاري وعدد من رجال الأعمال السعوديين واعضاء من مجلس العموم واللوردات البريطانيين ومعظم سفراء بريطانيا السابقين لدى المملكة ورجال أعمال ومديري مصارف وأساتذة جامعات ومتخصصين في شؤون المملكة والشرق الأوسط وعدد من الاعلاميين ومراسلي الصحف ووسائل الاعلام البريطانية والأجنبية.
وأوضح سمو الأمير تركي الفيصل في كلمته الافتتاحية ان المملكة ركزت دوما وطيلة تاريخها على اتباع منهج التطور الطبيعي والتدريجي خلافا لعدد من بلدان الشرق الأوسط التي اتبعت نهج الثورات والعمل الثوري الذي أثبت عدم جدواه في عدد من هذه الدول.
وأبان سموه ان عملية التغيير والتطور في أي بلد تتطلب سنوات عديدة إلا ان المملكة تمكنت ان تقطع مسافات طويلة في طريق التطور والتنمية والتقدم في سنوات قليلة من عمر الشعوب وقال «ان المملكة خلال العشرين أو الثلاثين عاما الماضية استطاعت ان تدخل حياة العصر الحديث بعد ان كانت ترزح في أوضاع بعيدة جدا من الحياة الحديثة».
وشدد سمو سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وايرلندا على ان المملكة حافظت على استقرارها وتماسكها الاجتماعي والثقافي وعلى تقاليدها وقيمها بينما استفادت من الثروة التي جنتها من النفط ومواردها الطبيعية الأخرى في بناء وتحقيق العديد من المنجزات من مستشفيات ومدارس وبنية تحتية متقدمة ولكن أهم هذه الانجازات تمثلت في تنمية المملكة لمواردها البشرية.
وقال سموه «ان المملكة كبقية دول العالم واجهتها خلال هذه المسيرة صعوبات ومشاكل ووقعت في أخطاء لكنها اعترفت بها واستفادت منها ويمكن ان تساعدها في تحقيق درجة أعلى من التطور والنمو في المستقبل».
وأثنى سموه على الوفد المشارك من المملكة في أعمال المؤتمر وعدد اسهاماتهم وامكاناتهم وقدراتهم الرائعة وتمنى لهم ان يتمكنوا من ان يوضحوا رؤية المملكة للمشاركين في المؤتمر.
وقدم سموه بعد ذلك أول المتحدثين في المؤتمر صاحب السمو الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي محافظ الهيئة العامة للاستثمار.
ودعا سمو الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي المؤتمرين الى ان لا ينظروا الى المملكة من خلال ظروف التهديدات الحالية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط بل ان ينظروا اليها من زاوية مختلفة أي ما هي المملكة وكيف بدأت وتطورت.
وتعرض الى كيف تمكن الأب المؤسس جلالة الملك عبد العزيز آل سعود من توحيد المملكة والانتقال بها من بلد كان خارج الاتصال بالعالم الخارجى بل نسيا منسيا وبلدلم يعرف السلام والاستقرار لا تستحق حتى ان يتم استعمارها لينتقل بها الى الدولة الحديثة التي نتحدث عنها اليوم.
وأضاف سموه «ان المملكة بدأت من تحت الصفر في طريق التنمية والتطور الحديث ولكنها تمكنت من ان تحقق انجازات هائلة في كل نواحي الحياة وفي فترة قصيرة من الزمن وان ذلك لم يكن سهلا وواجه الكثير من الاعتراض والمقاومة».
وأوضح سموه ان نظام الحكم في المملكة مبني بمجمله على التقاليد العربية وان النظام السياسي في المملكة لم تفرضه روسيا ولا أمريكا ولم ينقل عن أية دولة أخرى في العالم بل هو نابع من واقع المملكة وتقاليدها وتراثها وهو نظام محلي استطاع مواكبة التطور دون ان يفقد خصائصه الأساسية».
وأبان انه لا خلاف ان هناك تغيير يتم في المملكة كما انه ليس هناك خلاف حول وجهة هذا التغيير ولكن التساؤلات تطرح حول سرعة ومستوى هذا التغيير. وان البلدان الغربية تتطلب سرعة التغيير وذلك لأن التغيير يتم بصور متسارعة في العالم ولكنه اشار الى ان الغرب حقق التطور الاجتماعي والديمقراطية والشفافية خلال 0 0 3 عام وبالتالي يجب عدم توقع ان تحقق المملكة هذه التغييرات في أقل من ثلاثين عاما.
وأكد الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي ان للمملكة قاعدة صلبة للتطور والتقدم والنمو والازدهار وحتى لو ان التغيير في المملكة ليس واضحا الآن للغرب في شكل جداول زمنية محددة للتغيير واحصاءات وأرقام عن الكم والكيف لهذا التغيير إلا انه يتم يوميا وبصورة تدريجية ومتناسقة ولكن بوتائر ايقاعات المملكة.وأوضح ان هناك العديد من الحوارات والمناقشات الداخلية بالمملكة حول طبيعة الاصلاح والتغيير وسرعة ومستوى هذا التغيير على ان يتم بما يتناسب مع الظروف الداخلية والثقافية للمملكة التي تختلف كثيرا عن ظروف الغرب.
وأوضح الدكتور زياد السديري عضو مجلس الشورى خلال حديثه أمام المؤتمر في جلسته الأولى ان عدد سكان المملكة ازداد ثلاثة أضعاف خلال العقود الثلاثة الماضية. وانه وبعد ان كان متوسط دخل الفرد قد حقق رقما قياسيا مقارنة ببلدان المنطقة وشمال إفريقيا انحسر الى جزء يسير من ذلك.
مشيرا الى ان المملكة قد قفزت في فترة قصيرة من الزمن الى إحدى دول العصر الحديث.
وقال ان هذه المؤشرات يلحظها المراقبون الأجانب والذين يتحدثون عن تجارب البلدان النامية المحافظة الأخرى والتي شهدت حالات كوارث نتيجة لذلك التغيير.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved