Wednesday 25th june,2003 11227العدد الاربعاء 25 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
حكماء البحر الميت
جاسر عبدالعزيز الجاسر

تشكيل مجموعة حكماء لتحسين العلاقة بين المسلمين والغرب.. قد تكون واحدة من أفضل ما اتخذ في لقاءات منتدى دافوس الذي اختتم اجتماعاته في الأردن.
فالعلاقات بين المسلمين والغربيين عموما شهدت تدهوراً وتداعيات عديدة زادت حدتها في السنوات الأخيرة بعد ظهور دعوات وأفكار عن صراع الحضارات وتناقض الثقافات.. وقد زاد من حدة هذه الخلافات والتباعد بين المسلمين من جهة وبين الغربيين من جهة أخرى اتهام المسلمين بأنهم وراء تفشي ظاهرة الارهاب بالرغم من ان الارهاب متفشٍ بين رعايا الأديان كافة، ومثلما يتواجد متطرفون بين المسلمين.. هناك بالمقابل متطرفون مسيحيون.. ويهود .. وهندوس.. وسيخ.. وتاميل.. وغيرهم من الأديان والفلسفات القريبة للتدين ولكن إذا ما قيس عدد المتطرفين المسؤولين عن العمليات الارهابية نسبة للعدد الكلي لمعتنقي الديانة نجد أن نسبة المسلمين المؤيدين والداعمين للإرهاب والمتورطين في تلك العمليات هم الأقل من بين كل معتنقي الاديان. فمن بين مليار وثلاثمائة مليون مسلم من بينهم أقل من نصف واحد بالمليون، في حين يعتبر اكثر من نصف عدد اليهود في اسرائيل متطرفين، بل وإرهابيين بالمقاييس التي يضعها الغربيون كمقياس لوصم المسلمين بالارهاب، فأكثر من ثلاثة ملايين يهودي يؤيدون ويدعمون عمليات القمع والاغتيالات والاحتلال الذي تمارسه قوات الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين.. وهؤلاء الملايين لا يساندون إرهاب الدولة الاسرائيلية فقط ، بل يشارك الآلاف منهم في العمليات الارهابية التي يقوم بها المستوطنون.
وهناك إرهابيون مسيحيون.. وهندوس.. وسيخ، يمارسون الارهاب في كل مكان لا نسمع عن اعمالهم نتيجة التغييب المقصود من اجل التركيز على ما يقوم به المتطرفون المحسوبون على المسلمين، رغم ان بعضاً من هذه الاعمال تدخل في نطاق المقاومة المشروعة للاحتلال.
هذا الخلط وعدم الفهم للمسلمين.. وتغييب الحوار بين أكبر معتنقين للأديان السماوية «المسلمين والنصارى» أوجد هوة كبيرة أدت إلى قصور معلوماتي بينهم ونتيجة للتفوق الاعلامي والنفوذ السياسي للمسيحيين، خسر المسلمون كثيراً نتيجة عدم الفهم هذا، ولذا فإن انشاء وتشكيل مجلس المائة «حكيم» مناصفة بين المسلمين والنصارى لا بد أن يسهم في تقليص دائرة عدم الفهم، وردم الفجوة وصولاً الى فهم وتفهم لثقافة الآخر، والتعامل مع معتقداته الدينية التعامل الذي يوصل الى تحمل كلٍّ منهم مسؤوليته الاخلاقية التي يحثه دينه عليها ووفق اساليب وأنماط حضارية وثقافية ترفد البشرية بعوامل تجمع ولا تفرق.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved