Wednesday 25th june,2003 11227العدد الاربعاء 25 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

البوارح البوارح
برشام
د. دلال بنت مخلد الحربي

يعيش الطلاب والطالبات هذه الأيام، خاصة طلاب المرحلة الثانوية، أياماً صعبة، متوترة، قلقة بسبب الاختبارات النهائية، هذه المرحلة عايشناها جميعاً ونعرف تماماً مدى ما يعانيه الطلاب فيها، لكن تجربتنا تعد أقل قلقاً وتوتراً مما نلحظه هذه الأيام، وذلك بسبب حرص غالبية الطلاب على الحصول على مجموع عال يؤهل للدخول إلى الجامعة أو الكلية.
حالة الترقب والخوف والسهر والتعب وشد الأعصاب ومظاهر أخرى ترافق هذه المرحلة، أصبح الأهالي فيها يتساوون مع أبنائهم، ومن هنا تأتي اخفاقات البعض، فمما لا شك فيه أن العامل النفسي وعدم اعطاء الذهن والجسم فترة راحة كافية سيؤثر على عطاء الطالب، حتى وإن كان مستواه العام جيداً، ومن المؤسف ان مجموعة كبيرة من الطلاب لم تستوعب حتى اللحظة قيمة أن يكون الشخص هادئاً وأن يسير يومه بشكل اعتيادي من حيث مواعيد النوم والأكل في وقته أيام الاختبار.. ومن المفترض أيضاً أن تكون أيام الاختبار هي فقط للمراجعة باعتبار ان الطالب أتم مذاكرة كل المواد قبل الاختبار.
مع الاختبارات تظهر الظواهر السيئة المصاحبة لها، ولعل من أشدها وضوحاً التي رافقت الاختبارات منذ أن أوجدها الإنسان إلى يومنا ظاهرة الغش، لكن هذه الظاهرة لم تظل على حالتها القديمة بل هي تتلون وتتغير حسب مستجدات المرحلة، وتتخذ أشكالاً عديدة، لكنها في النهاية تكشف عن عقلية مدبرة لمن يستخدمها، تكشف عن ذكاء غير عادي خاصة عند أولئك الذين استخدموا طرقاً غير معروفة، وبالرغم من أن الغش غير مقبول دينياً وأخلاقياً، إلا أن الإنسان لا ينفك يفكر في دوافعه ووسائله وطرق التخطيط له، والأهم كمية هدوء الأعصاب التي يجب ان يتحلى بها الشخص الذي يستخدمه، ويتساءل الإنسان أخيراً أن من يستخدم هذا الأسلوب لماذا لا يستثمر وقته في المذاكرة بدلاً من إنفاقه على إعداد طريقة غش؟
ولعل الطريقة الأشهر في الغش هي استخدام البرشام، الذي يحتل الصدارة في قائمة وسائل الغش، ويتفنن مستخدموه في حجمه خاصة، وقد طال البرشام مؤخراً مظاهر التطور والسبب ما سمعت من الكثير. فقد أصبح للبرشام متخصصون، يعدُّونه بطريقة توافق تطور العصر، فهو لم يعد مكتوباً بخط اليد، بل أصبح مطبوعاً، وأصبح شاملاً ومتنوعاً لكل المواد يعده هؤلاءالمتخصصون للطلبة مقابل مبلغ مادي، كما أن البرشام أصبح يعلن عن نفسه بمعنى أن هؤلاء يمارسون المهنة علناً ويباع «محصولهم» في أماكن معروفة يقصدها الطلاب.
لا تعليق يمكن أن يقدم على ما سبق سوى القول إن وزارة التربية والتعليم منوطة بهذا الأمر وهو أمر يتطلب التدخل السريع لوقف هذه الظاهرة، وإلا لوقفنا بعد ذلك على أمور أسوأ مما هي عليه حالياً.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved