Tuesday 24th june,2003 11226العدد الثلاثاء 24 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

التطرف المضاد التطرف المضاد

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة.. وفقه الله
الأخ الفاضل د. عبدالرحمن العشماوي.. وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:عندما قرأت زاويتك المتألقة يوم الاحد الماضي وتعليقك حول الهجمة الشرسة على التعليم الشرعي في السعودية ومحاولة اصحاب بعض التوجهات استغلال الاحداث لتصفية حساباتهم مع خصومهم بدون اي موضوعية او انصاف للرأي الآخر.. لاحظت أن اصحاب هذا التوجه سلكوا نفس الاسلوب في عرض قضايا كثيرة، فيتخذون الموقف سلفاً ثم تصاغ الوقائع بما يخدم الهدف لا بما يخدم الخبر والحقيقة، وهذا بلا شك ينم عن هزيمة داخلية وضعف حجة وعجز عن اقناع القارئ بما يخالف الواقع او بتوجهات فكرية عفا عليها الزمن وسقطت بسقوط الدول التي كانت تفرضها بالمنجل والنار، او نفر الناس منها بافتضاح حقيقة الدول التي كانت تتشدق بها. وبتمعن سيل الاقلام حول احداث اليوم ومقارنتها بما كتب هؤلاء حول احداث حريق مدرسة مكة - مثلاً - يتضح تشابه المسلك حيث يتكرر:
1- استباق نتائج التحقيق الرسمي بفرضيات مصطنعة.
2- تضخيم حجم الحدث كالزيادة في حجم الخسائر او اختلاق القصص المقززة «كأسطورة منع رجال الهيئة للبنات من الهرب من الحريق بدون لبس العباءة».
3- محاولة الصاق التهم بالخصوم والتعميم في الاتهام.
4- محاولة اختلاق اي رابط واي علاقة بين الجاني المفترض وبين التدين: كالتزام المظهر اوحضور حلقات العلم او حفظ القرآن الكريم او الجهاد في افغانستان او الشيشان.
5. استغلال الحدث للهجوم على جميع اصحاب التوجه الديني كلمز العلماء والدعاة عموماً والمؤسسات الدينية كالهيئات وتعليم البنات.
6. وربما تجرأ المتطرفون منهم الى لمز ذات الدين مباشرة كدعوى ان هناك نصوصاً في القرآن والسنة والسيرة تدعو الى الارهاب او لمز عقيدة الولاء والبراء او التهكم بالحجاب.
7. استثارة مشاعر القراء بمثل ما سبق وترويضهم لقبول وجهة نظرهم.
8. تأليب ولاة الامر على المؤسسات الشرعية وللتضييق على المتدينين.
9. اثارة الآباء على ابنائهم والناس على جيرانهم وزملائهم واثارة مشاعر الشك وسوء الظن بالمتدينين عموماً مبررين ذلك بالغيرة على مصالح المجتمع والنصح لولاة الامر.
10- اقحام قضايا لا علاقة لها بالحدث مثل المطالبة بالغاء التعليم الديني.وكأنها هي التي قامت بالتفجيرات! والعجيب ان اسماء هؤلاء الكتاب تتكرر وهم يزعمون الثقافة والحيادية بينما هم يمارسون الارهاب الفكري بجميع صنوفه. واخيراً فانه لا يكفي ان يقوم احد المسؤولين بتصريح يحذر فيه الكتَّاب من التهجم على الناس بغير برهان، فالقصف الفكري العشوائي الظالم لأيام متتالية يكفي لإثارة الفتنة وإغضاب العلماء وجرح مشاعر الناس واساءة ظنهم بالولاة وزرع بذرة للتطرف المضاد.هدانا الله وإياهم سبيل الرشاد والسلام.

د. صالح بن عبدالله الصقير
أستاذ مساعد واستشاري امراض الباطنة والروماتيزم
كلية الطب - جامعة الملك سعود

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved