Tuesday 24th june,2003 11226العدد الثلاثاء 24 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

محمد المسفر وعبدالباري عطوان محمد المسفر وعبدالباري عطوان
صحف انطوت أم اندثرت؟!
عبدالله صالح محمَّد الحمود

تظل الوطنية رمزاً وعزة، وسلاحاً يقود الى النصر، متى ما حافظ ودافع المرء عنها، والوطنية او المواطنة بالنسبة لنا العرب، هي الوطن الاصلي، والوطن العربي، والوطن الاسلامي، يتجسد من خلالها روح واحدة صادقة، ولا تجب المزايدة، او المساومة على هذه الاوطان، مهما بلغت درجة الاغراء بلوغها، ومهما ثقلت على الانفس المطامع.
ومنذ زمن غير بعيد، من تاريخنا الحالي، ظهرت امامنا شخصيات، نرجو الا تكون مدفوعة نحو مطامع اقتصادية صرفة، والتي ظلت تقول، وتقول، وتشجب، وتستنكر، وهي تارة تنصب نفسها محامية عن شعب، وتارة عن القومية، وتارة اخرى كأنها تحامي عن الاوطان العربية، وظننا ان ذلك هدف عروبي وطني، حفاظا على هوية شعوبنا العربية، وخوفاً من تمزقها، والتي هي في اشد الحاجة ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، لمن يشد على عضدها، ويؤازرها، نحو تكامل اجتماعي عروبي منشود، ولقد شاهدنا بأعيننا، وسمعنا بآذاننا، من خطابات رنانة، يطرحها اولئك الاشخاص، خلال فترة وجيزة من الزمن، ظلت فيها اطروحاتهم تلك، امام مشاهدنا كالضباب، وحينما يشرق عليه ضوء الشمس لا حرارتها، سرعان ما ينجلي، فأولئك المعنيون، ما ان سقط ذلك النظام الظالم، نظام صدام حسين، الذي مهما قيل وكتب، عن افعاله المدمرة، وعن ظلم مستبد قام به، بمعاونة اركانه الاوشاس الاشرار، الجلادين الظلمة، ومهما نالوا من عقوبات دنيوية، فلن يفي ذلك للمظلوم حقه، فما ان حل ذلك السقوط، الا واختفت تلك الوجوه، وهي وجوه كثيرة، مضت مستديمة في الظهور، حتى ظن اغلبية المتابعين، انهم ربما يحملون الجنسية العراقية، بل ويتبعون ذلك النظام، تبعاً وظيفياً.
وقد كان من ابرز هؤلاء، الدكتور محمد المسفر، والمدعو عبدالباري عطوان، وهذان المدعوان، كانا في طليعة المتحدثين، عبر بعض القنوات العربية، التي استضافتهما، وعلى وجه الخصوص، قناة الجزيرة القطرية، وقد كانا زبونين شبه دائمين، محللين، ومنظرين، وناقدين، وناصحين، وما ان سقط هذا النظام الظالم، الا واختفت وجوههم وأصواتهم، حتى انه لم يعد لهم ظهور من خلال قنوات دولهم الرسمية، فما هو يا ترى السبب؟ هل كانوا يعملون لحساب النظام العراقي، وها هو بعد سقوطه سقطوا معه، ام هي الالغاز التي يعد لنا التاريخ القادم، بكشف مضامينها مستقبلاً، ويصعب علينا حلها في وقتنا الحاضر؟
ثم ان كان مقصد اولئك المنظرين او الناصحين، هو الدفاع عن العروبة والاراضي الوطنية، فأين هم بعد هذا الاحتلال الامريكي على العراق؟، أم لأن الشعب العراقي، شعب فقير اعزل، لا يملك القدرة على مصداقيتهم والتحالف معهم، وما هي الاجابة ياترى؟ وهل النضال لا يتأتى إلا من خلال دعم للآخر ومن نوع خاص، ويختفي عند اختفائه، نرجو الا تكون وطنيتنا العربية الحقة كذلك.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved