منهج الاغتيالات وقتل التسويات

غداة اغتيال المسؤول في حماس عبدالله القواسمة اغتالت فرق الموت الإسرائيلية أربعة شبان فلسطينيين آخرين، وفي اليوم ذاته تبجح رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي بأنه كان بإمكانهم اغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لكنهم قرروا عدم القيام بذلك، مشيراً إلى أن إسرائيل تراجع خياراتها بين حين وآخر.
وتشير الكلمات الأخيرة إلى أن إسرائيل بإمكانها التفكير مجدداً في قتل عرفات.
هذه الجرائم والتصريحات الإجرامية تتم على الجانب الآخر من البحر الميت، بينما تنعقد على ضفته الشرقية لقاءات المنتدى الاقتصادي الدولي، حيث التصريحات الإسرائيلية عن التعاون الاقتصادي والسلام تهيمن على الأجواء، بينما يسمع الحاضرون في الوقت ذاته أنباء الاغتيالات التي تقوم بها إسرائيل على مدار الساعة.
إسرائيل تريد سلاماً على طريقة رجال العصابات، إنها تريد الهيمنة على المنطقة باعتبارها منطقة نفوذ لها، مثل العصابات عندما تهيمن على أحياء معينة، ومن ثم تفرض مرئياتها اعتماداً علي القهر والاغتيالات، وإلا فإن التسوية العادلة والشاملة لا مكان لها.
الذين حضروا المنتدى الدولي بينهم بصفة خاصة مجموعة الدول التي أنجزت خريطة الطريق والمنضوية تحت اللجنة الرباعية، ولابد أنهم على علم بما تفعله وتقوله إسرائيل داخل المنتدى وعلى أرض الواقع، حيث تنفذ جرائمها.
وعلى هؤلاء أن يحكموا عقولهم إن هم أرادوا مساعدة المنطقة في تلمس طرق السلام، وعليهم أن يروا الكيفية التي تريد بها إسرائيل أن تحقق السلام في المنطقة، وعليهم أن يبادروا إلى استخدام الآليات التي يمكن أن تعيد الدول إلى صوابها.
وبينما تواصل الفصائل الفلسطينية الحوار من أجل الاتفاق لإعلان هدنة هي من ضمن الاستحقاقات الواجب الوفاء بها بالنسبة لخريطة الطريق، فإن إسرائيل تنظر إلى الهدنة المرجوة باعتبارها خدعة من جانب المنظمات الفلسطينية لتنظيم صفوفها، وهي بذلك تحاول تبرير الاغتيالات المستمرة.