في الفكر الأصولي المتزمت، هناك مجموعة من الحصى تملأ الأدمغة، حصى قديم متحجر لا يسمع صاحبه سوى قرقعته، ويسد منابع الضوء عن الدماغ ويمنعه عن ممارسة مهامه الحيوية والطبيعية من التفكر والتدبر والخلق والإبداع.
ومن نماذج الفكر الأصولي المتزمت ما نقرأه في نصوص قمران، وهي مجموعة لفائف عثر عليها تباعاً منذ عام (1947) في عدد من المغاور الواقعة في المنطقة الصخرية الوعرة المنحدرة نحو الشاطئ الغربي الأعلى للبحر الميت، ويبدو أن هذه اللفائف خبئت هنا حفظاً لها من الضياع خلال الحملة الرومانية على أورشليم عام (70) ميلادية.
وتسيطر على هذه المخطوطات فكرة حرب الأزمنة الأخيرة بين المؤمنين والكفار والمؤمنون حصراً بنو إسرائيل المدعوون بأبناء النور، أما الكفار فهم حصراً بقية الأمم أبناء الظلام.
ومما جاء في المخطوطات بحسب ما جاءت في كتاب (الرحمن والشيطان) للباحث والمؤرخ فراس السواح (افرحي جداً يا صهيون وابتهجي يا كل مدن يهوذا وافتحي أبوابك على الدوام لتدخل إليك ثروات الأمم، وليخدمك ملوكها ويسجد أمامك كل جلاديك ويلحسوا تراب قدميك، يا بنات شعبي اهتفن هتاف الفرح، وتزينَّ بزينة المجد، وتسلطن على ممالك الشعوب، هكذا يكون الملك للرب ولإسرائيل مملكة أبدية).
ماذا يقدم هذا المقطع؟
- التفرد بامتلاك الحقيقة المطلقة دون شعوب الأرض.
- إلغاء الآخر،بل واستعباده والتسلطن عليه ضمن فكرة التفوق على شعوب الأرض وفق حق إلهي وشرعي.
- تسخير الثروات، وفق فلسفة الاستعباد والسخرة، ليكون الكل من أجل الأقلية.
هذا الفكر الأصولي المتزمت ماذا أنتج؟
المذابح والمجازر التي نراها في إسرائيل اليوم، لاحظوا دوماً خلف أي دماء بريئة مهدرة، ومجازر ووحشية، هناك فكر مغلق متزمت، حجارة تقرقع في الأدمغة فلا يسمعون سوى تصديتها، فتحجب عنهم الحياة والآخر والتشكلات المختلفة لكون الله الشاسع..
| 
