القضاء العادل في المملكة

كل من عمل في الدوائر الشرعية في المملكة العربية السعودية يعي جيداً المسئولية العظيمة الملقاة على كاهل أصحاب الفضيلة القضاة. فهم يؤدون أعمالاً يتبعون فيها أولاً مرضاة الله عز وجل وتحقيق العدل والإنصاف للمتقاضين.
والمتابع لسير الأحكام الشرعية وخاصة ما يصدر فيها من أحكام في تنفيذ الحدود يدرك نزاهة القضاء في المملكة، فمثل هذه القضايا تمر على ثلاثة عشر قاضياً بدءاً من ثلاثة قضاة في المحكمة الكبرى وخمسة قضاة في محكمة التمييز والخمسة الآخرين من أصحاب الفضيلة هم من مجلس القضاء الأعلى حيث يتم دراسة الحكم الصادر بالقضية بكل عناية وفي حال الموافقة عليه يكون قد صدق ووافق عليه من هؤلاء القضاة الذين لهم زمن طويل في القضاء تتجاوز خبرة بعضهم الأربعين عاماً خصوصاً من أصحاب الفضيلة قضاة التمييز ومجلس القضاء الأعلى.
إنني تشرفت بالعمل في المحكمة الكبرى بتبوك لفترة طويلة حيث كلفني فضيلة رئيس محاكم منطقة تبوك الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد وفقه الله بمسئولية مكتب القضايا الجنائية المشتركة والذي تعقد فيه جلسات السجناء في مختلف أنواع القضايا الجنائية والتهريب وخلافها وشهادة الله عز وجل كنت أشاهد حرص أصحاب الفضيلة القضاة في نظر القضايا وإتاحتهم الفرصة للسجين ليقدم ما لديه من أدلة تثبت براءته وحرصهم على تحقيق العدل وعدم البت في القضايا إلا بعد دراسة القضية من جميع جوانبها وإعطاء السجين حق الاعتراض على الحكم وإمهاله المدة الكافية ليقدم كل ما لديه بعد صدور الحكم الشرعي ورفع اللائحة الاعتراضية لمحكمة التمييز لإطلاع أصحاب الفضيلة أعضاء محكمة التمييز عليها . إن الإنسان مهما تحدث عن نزاهة القضاء في المملكة فلا يمكن له أن يعطي هذا الموضوع حقه ولقد استمعت لحديث فضيلة رئيس محاكم منطقة تبوك الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد عن إقامة الندوة التعريفية بالأنظمة العدلية بمنطقة تبوك التي يرعاها صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك بحضور معالي وزير العدل الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ بأنها انطلاقة لتوعية المواطن بالأنظمة الثلاثة ومعرفة اللوائح التنفيذية وحقوق المترافع وإنها توفر للإنسان حق العدالة وحفظ حقوقه التي كفلها له الشرع الإسلامي وإن كل ذلك دليل على ما يلقاه المواطن والمقيم في هذه البلاد من نعمة الإسلام والأمن والطمأنينة وإعطاء كل ذل حق حقه. وما رعاية سمو أمير المنطقة لهذه الندوة إلا دليل على ما يوليه سموه الكريم من دعم واهتمام لهذه المنطقة.