تميز القضاء في المملكة

القضاء في المملكة العربية السعودية يتميز عن سائر الدول جميعاً لأنه يستمد أحكامه من الشريعة الإسلامية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن القواعد الشرعية المستنبطة من هذين المصدرين وهذه الصفة البارزة اختصت فيها المملكة العربية السعودية منذ أن التقى الإمامان الإمام محمد بن سعود والإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلى أن توحدت هذه الجزيرة العربية على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله.
ومنذ توحيد هذه الجزيرة والملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يولي القضاء عناية خاصة لأنه يمثل تحقيق العدل وصيانة حقوق الإنسان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى واستمرت هذه العناية حتى هذا العهد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهم الله. وقد توجت هذه العناية بصدور الأنظمة الثلاثة نظام المرافعات ونظام الإجراءات الجزائية ونظام المحاماة.
وبحمد الله ومنّه استطاعت أن تثبت المحاكم الشرعية صلاحية الشريعة الإسلامية في إنصاف المظلوم وتحقيق العدل وإشاعة الأمن من خلال ما يعرض من قضايا وتميز القضاء في المملكة العربية السعودية إضافة إلى ما أشرت إليه بأن له الاستقلالية وليس عليه سلطان إلا سلطان الشرع ومن حرص ولاة الأمر يحفظهم الله على هذا الجانب أعني القضاء، أولت وزارة العدل العناية بالمحاكم والقضاة وبسن الأنظمة والتعليمات التي تستمد من الشريعة الإسلامية لتحقيق هذا الهدف الكبير ووزارة العدل برعاية صاحب المعالي الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ يولي هذه الوزارة والمحاكم الشرعية عناية خاصة ومن تلك العناية التي تبرز لنا جلية الحرص على أن يعي المواطن أهمية تطبيق هذه الأنظمة الثلاثة، ومن هذا المنطق جاءت موافقة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك يحفظه الله على إقامة الندوة التعريفية بالأنظمة العدلية التي ستنطلق فعالياتها هذا اليوم الثلاثاء وغداً الأربعاء بحضور معالي وزير العدل الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ وجمع كبير من أصحاب الفضيلة المشايخ من المهتمين في هذه الأنظمة والمحامين من داخل المنطقة وخارجها.
ولا شك أن إقامة هذه الندوة برعاية صاحب السمو الملكي أمير منطقة تبوك وحضور معالي وزير العدل يعتبر حدثاً كبيراً للمهتمين بمعرفة هذه الأنظمة وهي انطلاقة لتوعية المواطن في أهمية هذه الأنظمة ومعرفة اللوائح التنفيذية ومعرفة حقوق المترافع أمام المحاكم الشرعية وقد لمس المواطن منذ تطبيق هذه الأنظمة النقلة الكبيرة في تيسير الأعمال ومعرفة ما للخصوم من حقوق وما عليهم والإجراءات التي تسير عليها المحاكم وكذلك ما حصل من تطور كبير في حقوق المتهم في نظام الإجراءات الجزائية وإتاحة الفرصة له ليقيم من يدافع عنه وليعترض على الإجراءات وأن يسمح لوكيله أو محاميه أن يطلع على إجراءات التحقيق وإذ أشيد بالنظام الإجرائي الجزائي وما صاحبه من نظام هيئة التحقيق والإدعاء العام كل ذلك ومن يطلع عليه أو يدرك ما تحويه هذه الأنظمة من توفير حق العدالة للمتهم وأيضاً توفير حقوق الإنسان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى كل ذلك يعطينا دلالة على ما يوليه ولاة الأمر حفظهم الله من حرص ومتابعة على أن يكون للقضاء منزلة في المجتمع وأن يكون رداً عملياً تنظيمياً على كل من أراد أن يشكك في نظام القضاء في المملكة.
إن إقامة هذه الندوة فرصة لشرح هذه الأنظمة ولسماع الآراء والمناقشة لكل ما يعترض من عدم فهمها وسوف يتولى ذلك نخبة من المختصين من أصحاب الفضيلة القضاة ومن المهتمين سواء في الجهات الأمنية أو هيئة التحقيق والإدعاء العام أو من المحامين.
وأشكر الله سبحانه وتعالى على إتاحة هذه الفرصة وإقامة هذه الندوة وأشكر صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك وسمو نائبه صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد لما يوليانه من دعم ومتابعة للمحاكم ومنسوبيها في منطقة تبوك وأشكرهما على إقامة هذه الندوة ورعايتها كما أشكر صاحب المعالي أخي الشيخ عبدالله بن محمد آل الشيخ وزير العدل على حضوره فعاليات هذه الندوة وأيضاً تتزامن هذه الندوة مع افتتاح مبنى محكمة محافظة ضباء التي بحمد الله تم إنشاؤها على أحدث طراز وأنشئت على أحدث ما هو مطلوب لكي يؤدي أصحاب الفضيلة القضاة بمحافظة ضباء عملهم وهم ينعمون براحة وطمأنينة ولا شك أن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك لافتتاح هذا المبنى تتويج لما يوليه للقضاء والقضاة في المنطقة وإن إقامة هذا المبنى وافتتاحه يأتي تتويجاً لما يوليه صاحب المعالي وزير العدل من دعم ومتابعة لمشاريع المحاكم في منطقة تبوك وسائر مناطق المملكة.
أقدم شكري وتقديري لصاحب السمو الملكي أمير المنطقة ولسمو نائبه ولمعالي وزير العدل وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ على هذه البلاد أمنها وأمانها واستقرارها في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني يحفظهم الله.