* جدة - من خالد الفاضلي:
اعتبر الأستاذ سلطان شاولي وكيل الوزارة للثروة المعدنية المكلف ان الخامات المعدنية التي تزخر بها مناطق المملكة تمثل 80% من المقيم اللازم لمختلف الصناعات الوطنية بما فيها صناعة الاسمنت والخزف والجبس ومواد البناء الاخرى واحجار الزينة وغيرها. منوها ان مساحة السهول والجبال والاودية المنتشرة في المملكة البالغة اكثر من مليوني كيلو متر مربع غنية بالخامات المعدنية ذات المواصفات عالية الجودة.
جاء ذلك في معرض حديثه عن ابرز المحاور التي تتضمنها ورقة العمل المقرر ان يقدمها خلال جلسات ملتقى جدة الصناعي الاول المقرر ان تنطلق فعالياته في مبنى بفندق هيلتون جدة اليوم الثلاثاء حيث اوضح الاستاذ شاولي ان ورقة العمل ستركز على الاجراءات النظامية التي ينبغي ان يتبعها المستثمر للحصول على رخصة تعدين، وكذا ابراز ملامح مشروع نظام الاستثمار التعديني الجديد ومميزاته الاجرائية والمالية ومميزات الاستثمار التعديني في المملكة وعوائده المغرية للمستثمرين باعتباره استثماراً طويل الاجل يمتد لعقود من الزمن.
وتختتم الورقة بعرض موجز عن ملامح الاستثمار التعديني في منطقة مكة المكرمة وعدد الرخص التعدينية الممنوحة والمناطق المحجوزة للتعدين والفرص التعدينية في هذه المنطقة المتاحة امام المستثمرين.
ونوه الاستاذ سلطان شاولي في معرض حديثه ان وزارة البترول والثروة المعدنية حريصة على ازالة كافة العوائق والعقبات التي تعترض طريق نشاط المستثمرين في مجال التعدين منوها ان هذه تمثل احدى المهام الاساسية التي تقوم بها الوكالة لتشجيع الاستثمار في قطاع التعدين.
وحول حيوية هذه المسألة للقطاع الصناعي في مدينة جدة، استطرد وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية المكلف ان جهود العقود الثلاثة الماضية اثمرت عن اكتشاف العديد من الخامات المعدنية في منطقة مكة المكرمة مثل صخور الجبس والرخام الاسود والابيض والاسكوريا والرمل الحديدي وجميعها خامات تدخل في العديد من الصناعات في منطقة مكة المكرمة، منوها ان هذه المواد الخام قد حددت وحجزت للاستثمار التعديني.
واختتم الاستاذ سلطان شاولي بالتأكيد على ان ملتقى الصناعيين الاول في مدينة جدة خطوة هامة على طريق ترسيخ قنوات التواصل والتشاور بين مختلف القطاعات المهتمة بقضايا الصناعة والاستثمار الصناعي وبين الصناعيين انفسهم وذلك لما فيه خدمة تقدم الصناعة السعودية وتطورها الى آفاق جديدة يتعزز من خلالها دورها في خدمة التطور الاقتصادي الشامل.
الى ذلك، اجمع نخبة من رجال الاعمال الصناعيين على اهمية الملتقى الصناعي المقرر ان تستضيف اعماله يوم الثلاثاء القادم بفندق هيلتون جدة بحضور لفيف من رجال الصناعة في منطقة مكة المكرمة والمملكة بشكل عام بالاضافة الى عدد من المسؤولين المعنيين بالصناعة في الاجهزة الحكومية وكوكبة من الباحثين والاقتصاديين المعروفين، منوهين ان ميزة الملتقيات لا تكمن فقط في المواضيع التي تستعرضها بل ولانها تتم بمشاركة ممثلين عن الاجهزة الحكومية المعنية بالاسهام في حل المشكلات التي تواجه الاستثمارات العاملة في مجال الصناعة.
وتطرق المتحدثون الى جملة من المعوقات التي من شأن اخذها في الاعتبار ان يصل بالتوصيات التي تتمخض عنها الملتقيات الى حيز التطبيق وينعكس على النمو الصناعي ليس فقط في منطقة مكة المكرمة والمملكة بشكل عام.
واعتبر الاستاذ عبد الله بن مرعي بن محفوظ عضو اللجنة الصناعية بمجلس الادارة للغرفة التجارية الصناعية بجدة ان من بين المعوقات الجدية التي تواجه الملتقيات الصناعية تكمن في وعي رجال الاعمال الصناعيين بأهمية هذه الفعاليات لاستعراض هموم الصناعة وكذا مدى خلفيات الملاك للمصانع بهموم الصناعة منوهين ان العديد من الصناعات الوطنية لا يديرها اصحابها الذين يحضرون المنتديات غالبا الامر الذي يقلل من المامهم بطبيعة المشكلات اليومية التي تواجه الصناعة بما فيها مصانعهم، واكد في هذا الصدد على ضرورة ان يحضر هذه المنتديات الى جانب رجال الاعمال المديرون التنفيذيون العاملون في ادارة المنشآت الصناعية.
وحول تنفيذ التوصيات التي يمكن ان يتمخض عنها المنتدى والصناعي، قال ابن محفوظ، ان تنفيذ التوصيات مرهون بمشاركة الجهات الحكومية المعنية مثل وزارة التجارة والصناعة ووزارة والهيئة العامة للاستثمار ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية منوها بضرورة ان يمثل هذه الجهات في اعمال المنتدى القائمين على القرار فيها للتوجيه بدراسة هذه التوصيات العمل وتطبيقها. واستطرد بن محفوظ قائلا: ان هذه القاعدة تنطبق الى حد يعيد على الملتقى الصناعي المرتقب، وان التوصيات التي سيخرج بها هذا الملتقى لن تجد طريقها الى التنفيذ ما لم يأخذ رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة الاستاذ عادل فقيه، وهو الصناعي المعروف والمطلع على هموم الصناعيين، على عاتقه مناقشة هذه التوصيات مع الوزارات المعنية لاتخاذ الاجراءات اللازمة لحلها وترجمتها على ارض الواقع.
وعن ابرز المشكلات التي يتطلع الصناعيون ان يستعرضها ملتقى جدة الصناعي الاول، قال الاستاذ عبود باغانم: ان التوسع الذي تشهده الصناعة في مدينة يتسم بأن معظم المصانع الجديدة التي تقام تكون في الغالب في مجالات انشطة تعمل فيها مصانع قائمة مما يزيد من حدة المنافسة وينبغي ان يقترن التوسع في المصانع بتوسيع في مجالات الانتاج بظهور منتجات صناعية جديدة يحتاجها السوق الوطني والخليجي. واضاف ان مشكلة البنى التحتية التي تعاني منها المدن من المشكلات الملحة التي تواجهها المدن الصناعية في مدينة جدة وعن مدى توفر الامكانية لتوظيف امكانيات القطاع الخاص للاستثمار في تجهيز البنى التحتية للمدن الصناعية، اعتبرها فكرة جديرة بالاهتمام وتحتاج الى دراسة لاستكمال شروط نجاحها.
وفي السياق ذاته، اوضح الاستاذ وليد علي البنوي عضو مجلس الادارة ونائب الرئيس التنفيذي لمجموعة البنوي الصناعية «تملك 8 مصانع 4 منها في جدة» ان وجود المصانع بجوار عملائها يمكنها من تقديم خدماتها بسرعة وجودة افضل وفي اعتقادي ان المكان المناسب لاقامة مصنع هو توفر 40% الى 60% من العملاء في مكان واحد وهي ميزة تتمتع بها مدينة جدة خاصة في مجال نشاطنا وبالفعل تمثل جدة اكثر من 45% من اسواقنا وفي اطار اجابته عن امكانية تحقيق التوصيات التي يصدرها المنتدى قال : علينا ان نكون واقعيين ومعقولين في توقعاتنا ومتى التزامنا بذلك حتى لو كانت متواضعة فاننا بكل تأكيد سنضع هذه التوصيات محل التنفيذ واضاف تجربتي الشخصية ان المتابعة والمثابرة والحرص من رجال الاعمال في تعديل الانظمة وازالة المعوقات ليس على المستوى المطلوب واوضح انه بالمثابرة نستطيع تحقيق الكثير، على الصناعيين تحقيق اكبر استفادة من الدعم الذي يوليه امير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الامير عبد المجيد بن عبد العزيز لقطاع الصناعة في المحافظة لجعل مدينة جدة من اكثر المناطق الصناعية رواجا اعتماد الصناعة كاحد مصادر الدخل للمحافظة في التخطيط الاستراتيجي لها يساعدنا على تحقيق اهدافنا والتوسع في الصناعات المقامة عليها.
اضاف البنوي انه يجب اشراك اكبر عدد من المختصين من الصناعيين في عملية اختيار موضوعات اللقاءات وعدم الاكتفاء بأعضاء اللجنة الصناعية واكد ان الحوارات المفتوحة مع المسؤولين واعضاءاللجنة تحقق هذه المشاريع الجماعية حول الموضوعات التي تهم اكبر شريحة من الصناعيين في محافظة جدة، واضاف البنوي ان علينا ان نقر بأن المدينة الصناعية في جدة تعاني من مشاكل رئيسية في المياه والمساحة وتصريف المخلفات الصناعية ولكن من خلال الحوار والاتفاق على المشاكل التي نواجهها نستطيع الوصول لحل هذه المعوقات.
|