Tuesday 24th june,2003 11226العدد الثلاثاء 24 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
انتهى الدرس ياجلبي..!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

العراقيون الذين حضر بعضهم منتدى دافوس الذي يعقد جلساته هذه الأيام في الأردن على ضفاف البحر الميت، تواروا خجلاً وهم يشاهدون بول بريمر يحتل مقعد العراق، ممثلاً له.. وناطقاً باسمه.. ويناقش الخطط المستقبلية لهذا البلد العربي.. الإسلامي.
العراقيون في الملتقى الاقتصادي العالمي..وخارج الملتقى سواء في داخل العراق.. أو خارجه يعرفون أن العراق تحت الاحتلال الأمريكي ويعرفون أيضاً أن القوات الأمريكية والبريطانية قد غزت بلادهم.. وأنها بحكم الواقع.. وبحكم قرارات الأمم المتحدة قوات احتلال.. إلا أنهم كانوا ولا يزالون يمنون النفس بأن الاحتلال حالة وقتية لابد من أن تزول.. وأن وجود الأمريكيين والبريطانيين ومن أحضروهم من حلفاء لهم لابد من أن يرحلوا.. فهذه القوات جاءت للتحرير.. وبما أن التحرير قد تحقق فإن المهمة انتهت.. إلا أن الأمريكيين يقومون بأعمال تدل على أن مهمتهم لن تنتهي في سنة أو سنتين أو حتى أكثر.. والذي سمع بول بريمر وهو يتحدث في الملتقى الاقتصادي العالمي ويعرض خططاً وأفكاراً لأعمال العراق ومستقبل اقتصاده يفهم أن الرجل يتكلم عن فترة طويلة.. وسنين تتجاوز ما يتصوره أكثر العراقيين تشاؤماً حول مدة بقاء الأمريكيين..
هذا التساؤل اتسعت مساحته وشملت أوساط المعارضة العراقية التي تربت في أحضان الأمريكان والإنجليز وغيرهم، فقد حملت الأنباء الواردة من بغداد أن ثلاثة مما يسمى بمجلس المتابعة والتنسيق الذي يضم سبعة من رموز هذه المعارضة، قد أبعدهم بريمر من بغداد ومن الأراضي العراقية، وهم إياد علاوي رئيس مجتمع الوفاق الوطني.. وهو تجمع يضم البعثيين المنشقين على نظام صدام حسين منذ أكثر من عقدين من الزمن واستقروا في العواصم الأوربية.
والثاني أحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني.. وقائد ميليشيات «العراقيون الاحرار» وأن القوات الأمريكية قد وجهت رسالة شديدة إلى محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وأوقفت جريدته،، وهددته بالإبعاد بعد تزايد انتقادات الحكيم للاحتلال الأمريكي.
هؤلاء القادة الثلاثة من المعارضة السابقة كانوا من أكثر المؤيدين لشن الحرب على النظام السابق من قبل الأمريكيين والبريطانيين، وكانوا بالإضافة إلى زعيمي الحزبين الكرديين يطمحون أن يتسلموا حكم العراق بعد أن يطيح الأمريكيون بنظام صدام حسين، إلا أن «حساب الحقل لم يتطابق مع البيدر» فالحكام الجدد للعراق لايريدون الوجوه السياسية التقليدية، ومثلما يسعون لتحديث العراق.. فإنهم يعملون لتحديث ساسة العراق.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved