* بغداد - د. حميد عبدالله:
أصدر الحاكم العسكري الأمريكي في العراق أوامر صريحة تقضي باغلاق أية صحيفة تتبنى نهجاً تحريضياً ضد القوات الأمريكية، واعتقال القائمين عليها.
ولم تمض سوى بضعة أيام على اعلان الحرب على «الصحافة التحريضية» حتى تحولت مدينة النجف الى ساحة لتلك الحرب حيث أغلقت القوات الأمريكية قناة تلفزيونية في النجف وصحيفة أسبوعية هي صحيفة «الفجر» لكونهما ينهجان منهجاً معاديا للوجود الأمريكي في العراق.
التحذير الأمريكي لم يجد له صدى في جميع الصحف التي تصدر في العراق اليوم والتي يبلغ عددها أكثر من 100 صحيفة يومية وأسبوعية، فبعض الصحف ما زالت تمارس أسلوب «التعرية» وازالة مساحيق المكياج عن الطروحات والوعود الأمريكية بشأن الأوضاع في العراق، لكن الأوساط الصحفية تتوقع لهذه الصحف أن تتساقط الواحدة بعد الأخرى سواء بالغلق أو بالإفلاس.
في هذه الأثناء كشف مصدر كردي موثوق ان زعيمي الحزبين الكرديين الرئيسيين مسعود البرزاني وجلال الطلباني عادا الى السليمانية وأربيل بعد ان أمضيا ما يقرب 40 يوما في بغداد.
وأكد الدكتور مكرم الطالباني وهو وزير شيوعي سابق وكردي معروف: إن دعوة الطالباني والبرزاني جاءت نتيجة يأسهما من تشكيل حكومة عراقية في الأمد المنظور مشدداً: إن حصة الأكراد من مذكرة التفاهم البالغة 25% التي كانت تستقطع من مبيعات النفط قد حجبتها الادارة الأمريكية في العراق عن الأكراد مما تسبب في حدوث أزمة مالية حادة لدى الحكومة الكردية الأمر الذي تعذر معه دفع رواتب الجيش البيشمركة ولموظفي منطقة كردستان.
الى ذلك طالب مسعود البرزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الادارة الأمريكية بدفع مستحقات الأكراد من عائدات النفط مشدداً على ان تلك المستحقات هي حق وطني لا يمكن التنازل عنه.
الأوضاع في العراق آخذة في التدهور على كل الصعد والمستويات، فالقوات الأمريكية التي تتعرض الى هجمات يومية أشغلها الحفاظ على أمنها وسلامة أفرادها عن مهمة حفظ الأمن في مدن العراق مما أدى الى زيادة عدد جرائم السرقة والسلب والقتل وخاصة في بغداد.
ويرى المراقبون في بغداد ان مقاومة القوات الأمريكية بدأت تأخذ شكلاً منظماً وان المناطق الشيعية التي لم تحصل فيها مواجهات حتى الآن تنتظر فتاوى من زعماء الشيعة باستباحة دم الأمريكان وعندئذ سوف يتحول العراق كله الى أرض ملغومة تحت أقدام الأمريكان والبريطانيين.
|