Tuesday 24th june,2003 11226العدد الثلاثاء 24 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأزمنة الأزمنة
أيها اللقاء الوطني للحوار الفكري: كم أنت جميل..!
عبدالله بن إدريس

كانت كلمة سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس الحرس الوطني. التي ألقاها منذ أيام في جمع من المواطنين.. وأعلن فيها: «إن الحاجة أصبحت ملحة؛ لأن نفكر معاً في نهج أساليب جديدة» فاتحة خير وأمل مشرق.
ولم يكتف بالقول كعادة بعض الزعامات العربية.. بل أتبع القول عملاً تنفيذياً ناجحاً بكل مقاييس النجاح.. للتفكير في بحث الأساليب الجديدة التي ستتبعها الحكومة بالتعاون الجاد المخلص والحكيم مع المجتمع السعودي.
تمخضت كلمة الأمير عبدالله عن عقد ندوة وطنية فكرية هي الأولى من نوعها.. شارك فيها عدد من العلماء والمثقفين.. واستغرقت عشر جلسات.. أقيمت في مكتبة الملك عبدالعزيز بالرياض.. على مدى ثلاثة أيام.. وانتهت في آخر الأسبوع الماضي.
لقد أنجزت هذه الندوة الوطنية الحوارية الفكرية فوق ما لم يكن في الحسبان من حيث جرأة وأهمية هذه التوصيات التي غاصت إلى أعماق حياة الدولة والمجتمع.. وجاءت في مستويات عليا من الآمال الطموحة لتحقيق الإصلاحات المنشودة لهذه البلاد التي شع من آفاقها نور الإسلام إلى بقاع الأرض.. وفي أرضها نبتت اللغة العربية، لغة القرآن العظيم.. فأصبح حريّاً بها أن تكون المثل الأعلى، والقدوة الصالحة لكل العرب والمسلمين.. في مثالية الحكم.. وإنسانية التعامل مع مواطنيه.. وفق ما تضمنته الشريعة الإسلامية. وحددت أطره بين الحاكم والمحكوم.
لقد سعدنا كثيراً بهذه التوصيات الجيدة لهذا اللقاء المبارك.. من حيث أنها تضمنت قضايا أكثرها إن لم يكن جميعها في أعلى درجات الاهتمام والمسؤولية من جانب المجتمع وقيادته.
وكان ترتيب وتصنيف هذه التوصيات في محورين أساسيين يتضمن الأول منهما قضايا الداخل.. ويتضمن الثاني القضايا الخارجية كان ترتيباً وتصنيفاً حكيماً. ومتكاملاً إلى حدٍّ كبير.. وإذا كان المحور الأول قد كثف أمور الداخل.. في «الوحدة الوطنية وأثر العلماء فيها».. في «6» موضوعات - فإنه، قد استعرض المحور الثاني بأشدّ من المحور الأول تكثيفاً.. وحصره في ثلاثة موضوعات:
1- أهمية المصالح المشتركة في علاقات المملكة العربية السعودية بالدول الأخرى.
2- التعامل مع غير المسلمين في ضوء الكتاب والسنة.
3- الجهاد وأحكامه.
***
بعد ذلك جاءت التوصيات «العشرون» شاملة هموم المحورين الداخلي والخارجي ومتداخلة فيما بينها..
وفي هذا شيء من «اللف والنشر» كما يعبر البلاغيون.. أو هو نشر بعد لف.
المهم في هذه التوصيات أن لا شيء فيها يستغنى عنه.
والمهم أكثر أن تجد طريقها للتفصيل لما أجمل فيها. ثم العمل على تنفيذها في أسرع وقت ممكن.
وإذا كانت التوصيات «العشرون» كلها هامة وحيوية.. فإن منها ما له صفة «الأمومة» و«الأبوة» على جميع التوصيات الأخرى في نظري.
وعلى قمة هذه التوصيات.. تتربع «الوحدة الوطنية» بجميع أطيافها على جميع التوصيات.. وإلى جانبها الكثير مما يزحف نحو القمة.. وربما تكون لي عودة إليها.. إن شاء الله.
فالوحدة الوطنية المتينة المتماسكة.. هي «سفينتنا» جميعاً.. في بحور ومحيطات الحياة الداخلية والخارجية.. أي مساس بها تحت أي ذريعة.. هو مساس بأمننا واستقرارنا ورغد عيشنا وسلامة ديننا ودنيانا..
فلا وجود لحياة حضارية مزدهرة.. ومجتمع متعلم ومتناغم ومتآلف ومتعاون إلا في ظل الوحدة الوطنية المحكومة بالشريعة الإسلامية دون ظلم من قوي لضعيف.. أو نافذ مشهور لبعيد مقهور..!
***
يكفينا من الوحدة الوطنية ما يتذكره كبار السن الذين عاشوا تفكك الحكم وانفلات السلطة.. وأصبح «كلٌّ له يده» في فوضى عارمة لا يأمن فيها إنسان ما، على حياته، أو عِرضه أو ماله إلا بعد أن أعاده الله جَلَّ وعلا عبده المؤمن المخلص الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - الذي أمَّن المفاوز والمسالك وجَمَّع الشتات في وحدة عضوية.. لها صفة البقاء والديمومة إن شاء الله أطلق عليها «المملكة العربية السعودية».
ومنذ ذلك الحين والمملكة تسير بخطى ثابتة وموزونة في طريق التقدم والتطور النهضوي الشامل لكل شؤون الحياة العصرية.. مع الالتزام بالثوابت الإسلامية عقيدة وشريعة.. ولا نَدّعي أننا بلغنا ما ننشد وجوده من وجوه الحياة الفضلى.. من واقع أو متخيل.. إلا أننا إلى المحجة البيضاء سائرون بإذن الله وعليه تعالى الإعانة والتوفيق.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved