على مائدة الإعلام يعتبر نادي النصر (القالط) الاول ليس بحضوره ومنجزه الرياضي ولكن بغرض نفسه بقوة اللسان والصوت.
ومن يتابع الحضور النصراوي القوي والفعال جدا على الساحة الإعلامية يخيل إليه ان وراء ذلك حضوراً مماثلاً على منصات التتويج لذا فهناك مسوغ مقبول لأن تصطبغ الساحة الإعلامية باللون الاصفر رغم المبالغة والمغالاة النصراوية.
ولان لغة الارقام في عرف القابضين على العلم هي العدو الاول للغة اللجاجة والفهلوة الصوتية فإن التقرير الذي أعده الزميل النشط عبدالله المالكي ونشرته (الجزيرة) أمس عن حصاد الموسم الرياضي المنصرم كشف بكل صراحة وتجرد وبعيداً عن الانشائية المغرقة في «اللف والدوران» واساليب «خذوهم بالصوت» حقيقة كل ناد وموقعه على خارطة المنافسة فبينما احتلت اندية مواقع هامة ورئيسية على الخارطة ببطولاتها ومنجزاتها فإن اندية اخرى غابت تماما عن المشهد الرقمي للمنجزات ولم يتضح لها وجود اتساق مع عدم تحقيقها أي بطولة تشفع لها بالظهور ولو على شكل نقطة على الخارطة.
ونادي النصر بتاريخه ومنجزاته السابقة لا يمكن اغفاله او مصادرته، ولكن الملاحظ في السنوات الماضية ان الاجتياح النصراوي للاعلام قد بلغ حدودا لم يبلغها من قبل رغم ان الاعلام هو لعبة النصر المفضلة منذ بداياته ويبدو (والله أعلم) ان الحضور الإعلامي النصراوي يتناسب عكسا مع حضور العاب النادي مع البطولات. لذلك فمن تابع التواجد النصراوي القوي واللافت في وسائل الإعلام خلال الموسم المنصرم اعتقد لبرهة ان هذا النادي قد حصد الاخضر واليابس من البطولات ولم يترك للآخرين الا الفتات. بل وحتى الفتات تدخل النصراويون في توزيعه على الآخرين على طريقة هذا يأخذ وذاك لا يأخذ وهذا يستحق وذاك لا يستحق.
ولكن التقرير (الموثق) كشف على الملأ ان لوحة شرف ابطال الموسم قد خلت من اسم نادي النصر تماما حيث لم تتمكن أي لعبة من العابه وفي اي مرحلة سنية من تحقيق أي بطولة او لقب ولو بمسمى «وصيف» وحتى المركز الثالث الذي حال ضيق المساحة من اظهاره لم يشهد حضور أي فريق لأي لعبة نصراوية لأي فئة عمرية.
وانا هنا لن أسمح لنفسي بالتدخل في سياسة العمل النصراوية وآليتها وما هي مصادر الدخل ومسارب الصرف التي ادت لان تكون النتيجة والمحصلة في نهاية الموسم بمثل ذلك الحجم الكبير من (الصفر) فتلك شؤون نصراوية بحتة تبحث وتدار من قبل المعنيين داخل البيت الاصفر، ولكن ما جعلني اتناول النصر في موضوع اليوم هو ذلك الاستفزاز الذي مارسه معي زميلي عبدالله المالكي عندما اعد ونشر ذلك التقرير وكشف فيه الحقائق التي حاول البعض إخفاءها ومواراتها لانها بالفعل تفضح الواقع وتعريه تماما امام الرأي العام. على طريقة (اللي ما يشتري يتفرج).
وان كان لي من مقترح في ختام كلمة اليوم فهي ان تدرج لعبة الإعلام والتصريحات ضمن اللعبات التي تشرف عليها اللجنة الاولمبية السعودية لانها إن فعلت فلن يكتسح النصر بطولاتها بل سيحتكرها وربما تجعل له موضع قدم في لوحة شرف أبطال الموسم القادم.
|