Monday 23rd june,2003 11225العدد الأثنين 23 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لقد أجاد العُمري الوصف لقد أجاد العُمري الوصف

قرأت المقال الذي كتبه الأستاذ سلمان بن محمد العمري في جريدة الجزيرة عدد رقم 1187 بتاريخ 15/3/1424هـ الذي تحدث فيه عن الانفصام الواضح بين الاسلام والتطرف والعنف، والتحدي الكبير والهجوم المتواصل على بلادنا ومناهجها الدينية من قبل اعلام الغرب.
ونحن نشكر الكاتب على قراءته المتأنية والجادة التي لم ينظر فيها الى الظواهر، ولم يكتف بما تراه النواظر، بل نفذ بنور بصيرته الى الجواهر، معللاً ما يقول: بالأسباب والموجبات. ولاسيما ونحن في هذه الحال، وفي ظل حملة الأقلام الذين يأملون فصل التعليم عن الدين، وصرف مسيرة الاصلاح عن مسارها المبين.
ويدرك القارئ ما تتعرض له بلادنا من مثيرات ومؤثرات من مؤسسات الفكر والاعلام، فهي محسودة مقصودة. وخاصة ما يقصد به شبابها من مؤثر فكري، أو مثير أخلاقي، وما يتبعهما من معاول الهدم وأساليب الغزو والاستعمار.
ومع هذا فنحن - بحمد الله - مثابرون على الخير، ساعون في الحفاظ على المكتسبات، وان كانت التحديات فوق الارادات. غاية ما تقول: ان الحملة على المناهج وان كانت قوية فإنها لن تثنينا عن التمسك بالثوابت، والسير على النهج، ولزوم الحق والعدل.
وما غاية هذه الحملة إلا تثبيط الهمة وفت عضد العاملين!! وإلا فالعمليات الانتحارية لا تحركها تربية أمة، ولا تضعها مناهج دولة.
فهذه المناهج قد تعلمها الآلاف ولم يكن منهم أحد صنع صنيعهم أو نهج نهجهم.
فمناهج التربية الاسلامية لا تخرج عن علم العقيدة، والفقه الاسلامي الحنيف، وما يتبع ذلك من التفسير والحديث وهي علوم واضحة في مقاصدها، عادلة في أحكامها، سامية في أهدافها، متوازنة في رؤيتها، وسطية في كل شيء وشأن. وغاية التعليم عندنا فهم الاسلام فهماً صحيحاً، وغرس العقيدة الاسلامية ونشرها، وتزويد الطالب بالقيم والتعاليم الاسلامية والمثل العليا، وإكسابه المعارف والمهارات المختلفة، وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة، وتطوير المجتمع، وتهيئة الفرد ليكون عضواً نافعاً في بناء أمته.
إذا تقرر هذا، فالقارئ الكريم يدرك ان نقاد الكتبة الذي يهمزون ويلمزون مناهج التعليم هم ممن انتفع بها!!.
بل إن القارئ ليدرك أيضا ان أبناء المجتمع الذين يقودونه، ويسهرون الليالي من أجل رفعته هم من مخرجات هذا التعليم. ومع هذا لم يلحقنا ولم يلحقهم شائبة، أو وصف بالتطرف؟!!
ومما يزيد القارئ ثقة وايمانا بما يقول الكاتب الكريم:
ان كل وصف بالعنف انقطع عن التعليم ولم يكن ممن أكمل تعليمه في الجامعات السعودية المعروفة.
بل لعل بعضهم أو كثيراً منهم قد تلقى معارفه في سفره خارج بلادنا!!!.
ومما أحسن الكاتب في بيانه ما يحصل للمسلمين من ظلم وهضم ومن تشريد واضطهاد، مع سكوت ورضا من الغرب والشرق، وغياب للعدل وخفاء للحق، والصهاينة في فلسطين يمارسون أبشع الارهاب.
ونحن - الآن - أحوج ما نكون الى تحديد المفاهيم، وتجويد التأويل، وحفظ التوازن، والأخذ بالوسطية.
والكاتب - مشكوراً - أبان لنا ان الغرب يزن كل صنف من الناس بميزان، ويطفف المكيال، ويتجاهل الأسباب، ويعرض عن الحقائق، ويداوي الأعراض دون الأمراض.
وإلا فهل القصور في المتلقي أم في الملقي، وهل النقص في الناهج أم في المنهج؟!.
وهل كل بلد ظهر فيه بعض العنف قيل له سببه مناهج الدين؟!
لقد أجاد الكاتب الوصف!!! والوصف نصف العلاج كما قيل!!.

أحمد إبراهيم اليحيى

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved