تموت الروح ويبقى العمل .. إلى جنة الخلد يا أبا أحمد الدموع الصادقة عندما تذرف يكون لها الاثر وتبقى في النفوس مخزونة وان غابت ملامحها وسيعاد سيلانها عندما يلوح بارقها واذا كان الله سبحانه وتعالى اعطى الإنسان نعمة النسيان فانه بذلك قد اكرمه بحيث لا يكون هناك حزن دائم أو دموع لا انقطاع لها.
الأمانة الروحية مهما طالت بيد مؤتمنها ومهما بلغ حجمها الدنيوي لا بد لها من العودة إلى صاحبها وهذه سنة الحياة وسنة الله في خلقه والرسول الكريم يقول: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له).
فلقد فقدت محافظة الزلفي الشيخ محمد بن أحمد الفنيسان الذي وافته المنية صباح السبت 14/4/1424هـ لعمر يناهز الثمانين.
وقد أديت الصلاة عليه في جامع الإمام فيصل بن تركي بعد ظهر يوم السبت لقد كان - رحمه الله- رحيماً بأبنائه عطوفاً بين أهله وذويه حكيماً في قوله وفعله وكانت سيرته - رحمه الله- حديث الناس بكرمه وجوده وسخاء اياديه وله من الفضائل ما نسجت خيوطها بين ايادي المحتاجين وطارقي ابوابه لم ينسج ستاراً ولم يشيد جدارا ولم يعمر حاجزا بينه وبين أحد كان يلبي حاجة الناس في كل مكان في مجلسه وفي الشارع وداخل اسوار بيته بفيض كرمه وقوة سخائه يمثل للصغير قبل الكبير.
وكان - رحمه الله- شاعراً وحافظاً للشعر.
فلقد كان مضرب المثل في الخلق والمرح محبوباً من جميع الطبقات من الصغار قبل الكبار فإلى جميع أبنائه أحمد ومساعد والشيخ عبدالعزيز وعبدالرحمن نقول لكم أحسن الله عزاءكم وجبر مصابكم وغفر لميتكم ونقول لكم اعلموا أن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى.
يقول تعالى «كل نفس ذائقة الموت» تغمد الله الفقيد بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
{انا لله وانا اليه راجعون} وهو حسبنا ونعم الوكيل.
|