أمي شمعة الدار، وسراج البيت هي الحضن الدافئ والبلسم الشافي والأمل المنشود بعد الله فبعد فقدانها انطفأ السراج وذابت تلك الشمعة، يقول الله تعالى «كل نفس ذائقة الموت».
في يوم الجمعة الموافق (15/3/1424هـ) ودعنا أمنا الغالية أم الجميع أم المحبة والتضحية (رقية بنت إبراهيم المانع) نبع الحنان لكل من حولها من أبنائها وغيرهم.
أمي التي آثرت على نفسها وتكبدت أموراً كثيرة من أجل إسعاد الجميع، إنها القلب النابض بالحب والتضحية.
فالحمد لله على قضاء الله وقدره ولا نقول إلا ما يرضي ربنا {انا لله وانا اليه راجعون} وإنا على فراقك يا أمي لمحزونون.. ذرفت الدموع وسكبت العبرات وتغيرت العبارات، عجباً لقد أظلم البيت وهو مضاء!! لقد تركت فراغاً كبيراً في القلب وفي البيت أيضاً فهذا مصلاك ينتظرك في كل وقت وينتحب لفقدك، زوايا البيت كالحة وكأني بها تسأل عنك .. تبكيك وتقول طال غيابك عنا؟! في كل مكان لك ذكرى ولك صدى في البيت يتردد.
جلست في زاوية من زوايا البيت جذبني الحنين للماضي وصفحاته لأيام الطفولة وذكرياتها وكما يقول الشاعر:
تذكرت شيئاً قد مضى لسبيله
ومن عادة المحزون أن يتذكرا
|
فأحسست برائحتك الزكية عندما تحتضنيني وصدى كلماتك ودعواتك التي تلهجين بها.
إنك زرعت الخير في كل مكان فكما قيل من يزرع الخير يحصد ويجني ثمرة الخير فرأيت الدعاء الخالص لك من المعزين والثناء عليك، وهذا ثمرة ذلك الخير الذي زرعتيه في قلوب الناس.. إنك أنموذج فريد لقلائل من النساء.
عزاؤنا فيك خاتمتك الحسنة وسيرتك العطرة، واستجابة لدعائك المستمر بأن يحسن الله خاتمتك ويهون ميتتك (الله أكبر) أي خاتمة وأنت تستعدين لصلاة العشاء وسكون جسدك الطاهر بأقل من لحظات.
رحمك الله يا أمي رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته وجعلك في الفردوس الأعلى.. آمين.
وألهمنا الصبر والسلوان وأسأله أن يرزقنا برّك والدعاء لك ما حيينا.
|