لا أحد يستطيع أن يتجاهل الثورة التقنية التي حدثت في السنوات الأخيرة والتي لا تزال في زخم تطورها، وذلك في مجال تقنية المعلومات ومعالجتها.
وقد برز الحاسب الآلي كأهم ظاهرة في هذه الثورة، حيث صار أداة فعالة في استقبال وتنظيم وتخزين وتحليل ومعالجة المعلومات في العصر الحديث، حتى تغلغل في كثير من مجالات حياتنا على اختلافها سواء أكان علمية أم تربوية أم صناعية أم طبية.. إلخ.
ونتيجة لهذه الأهمية أصبح الاهتمام بمجال الحاسب الآلي ضرورة ملحة، ولازمة من لوازم الحياة التي فرضتها ظروف العصر، كما أنه أصبح أحد أدوات التنمية المهمة التي تعول عليها أي دولة تنشد التقدم، وهو في الوقت نفسه أحد معايير قياس تقدم الأمم وتحضرها.
وإدراكاً من القائمين والقائمات على أمور العملية التعليمية في الدول كافة لأهمية ثورة المعلومات والتكنولوجيا باعتبارهما من سمات العصر، وللاستفادة من آثارهما الإيجابية على عملية التعليم والتعلُّم، فقد وضعوا الخطط والمناهج التي تعين على الاستفادة من منتجاتهما.
ولم تكن وزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية بعيدة عن هذا المجال، بتوجيه من أولي الأمر حفظهم الله، فقد سعت باهتمام بالغ للاستفادة من الحاسب الآلي مادة ووسيلة، لزيادة إتقان المادة التعليمية، وإكساب الطلاب الميول والاتجاهات الإيجابية، و تنمية مهارتهم في الاتصال بقواعد ومصادر المعلومات، وإكسابهم مهارات البحث وتبادل الآراء والأفكار، كما سعت إلى رفع درجة الكفاءة الإنتاجية الفردية لدى المعلم، ولتطوير الجهاز الإداري بالوزارة بما يخدم العملية التعليمية ومناهجها وخططها التعليمية في المراحل التعليمية المختلفة.
ولتكريس دور تكنولوجيا المعلومات، وفي إطار خطتها الاستراتيجية، ارتأت وزارة التربية والتعليم إنشاء نادي حاسب آلي خاص بأبنائنا الطلبة، وإدراجه ضمن الأهداف المهمة، والمشروعات الطموحة، باعتباره أفضل وسيلة لغرس مفهوم التطوير الذاتي في نفوس الطلبة وتشجيعهم على تطوير قدراتهم ومهاراتهم.
وبناءً على ما تقدم فإن الحاجة تصبح ملحة لإنشاء نادي حاسب آلي للطالبات لتشجيعهن على الاستفادة من تحصيلهن العلمي، ودعم مشاركتهن وتكثيف دورهن المتنامي في المجالات الاقتصادية والمهنية كافة، وتهيئة ظروف مناسبة بمنأى عن الاختلاط وجوانبه، وتزويده بالامكانات اللازمة من مكتبة وأماكن لإقامة دورات أو ندوات، وبالتالي طرح مشروع العضوية فيه.
مبررات النادي
- إن الدين الإسلامي يدعو إلى التزود بما ينمي إدراك قدرات المسلم من العلوم والمعارف ويدعوه إلى تطويرها.
- إن الخطة الوطنية في المملكة العربية السعودية من أهدافها محو أمية الحاسب، ونشر الثقافة المعلوماتية في المجتمع.
- إن رقي المجتمعات وتقدمها وتنافسها أصبح حاداً في مجال المعلوماتية أكثر من أي مجال آخر.
- تهيئة الفرص والظروف الملائمة للموهوبات والعاملات بالقطاع الحكومي والخاص لارتياد هذا الملتقى من أجل الرقي والتقدم ورفع مستوى أدائهن التعليمي والمهني في ضوء ضوابط شرعية.
- إن إعداد الكوادر الوطنية السعودية وتسليحها بالتقنيات الحديثة يعد من الدعائم الرئيسة لنجاح الخطة الوطنية وتحسين الجودة في النوعية لمستوى التعليم ومحو أمية ا لحاسب وإكسابهن خبرة في استخدام الحاسوب وكيفية التعامل معه.
- وجود الكثير من فتياتنا اللاتي قد لا تساعدهن ظروفهن المادية أو الاجتماعية من اقتناء جهاز حاسب آلي نظراً لارتفاع أسعارها خاصة وأن لديهن استعداد مسبق للتعامل مع الحاسب الآلي والمنبعث من إحساسهن بأهمية الحاسوب ودوره في تطوير وتنمية المجتمع.
- استثمار الطاقات والقدرات الهائلة التي يتميزن بها والتي يجب الاستعانة بها في التطوير التكنولوجي لتحقيق مزيد من الإبداع والابتكار العلمي.
- شرعت الإنجازات التكنولوجية الحديثة التي تم تحقيقها في الآونة الأخيرة في دول العالم والتي تمثلت في زيادة الاعتماد على الخدمات الإلكترونية في أوجه الحياة كافة الباب واسعاً أمام قطاع المرأة للانخراط في الوظائف والأعمال المتعلقة في مجال التجارة الإلكترونية.
أهداف النادي
- نشر الثقافة المعلوماتية لدى المنتسبات وتدريبهن على استخدامه.
- دعم التعاون بين المنتسبات بخاصة في إعداد البرامج وتنفيذها.
- دعم التنسيق بين المنتسبات بحيث تعرف كل منتسبة ما تقوم به الأخرى فلا تقوم بتكراره.
- دعم التكامل بين المنتسبات وما يقمن به بخاصة في الأعمال الضخمة حيث تقوم كل واحدة منهن بجزء من العمل يكمله ما تقوم به الأخريات.
- توفير مكان مريح للطالبة تأمن فيه الأسرة على ابنتها، ويقضي على وقت فراغ الطالبة في عمل مفيد.
- دعم التواصل بين الطالبة وأسرتها والمدرسة والنادي، بخاصة عن طريق البريد الإلكتروني.
- اكتشاف الموهوبات من الطالبات في مجال الحاسوب وتوجيههن التوجيه السليم نحو تطوير موهبتهن.
- توجيه الطالبات إلى المواقع التي يمكنهن التعامل معها والاستفادة، و تجنب المواقع غير المرغوب فيها، بدلا من الاستخدام العشوائي الذي قد يوقع الطالبة في موقع غير مرغوب فيه.
خاتمة
في عرضنا هذا حاولنا أن نوضح أهمية إنشاء نادي الحاسبات للطالبات وأهميته، وما سوف يسهم به في تطوير الكوادر البشرية النسائية، وما يعود به على المجتمع السعودي من تطور، وبخاصة أن التطور الإلكتروني قد طال كافة الأنشطة البشرية.
وإنا كنا نقر أن أهداف الخطط الوطنية لتقنية المعلومات تختلف من دولة إلى أخرى حسب تقدم هذه الدولة وبيئاتها الاجتماعية ومميزاتها الاسترايتجية ومدى تطلعاتها، وأن الخطة الوطنية في المملكة العربية السعودية من أهدافها محو أمية الحاسب، ونشر الثقافة المعلوماتية في المجتمع، فإنها بلا شك موجهة للجنسين الذكر والأنثى.
فإن هذه الفترة مناسبة جداً لإنشاء ملتقى أو منتدى يجمع طالباتنا أو خريجاتنا لارتياده دون تجاوز أي عوائق اجتماعية أو أعراف تقليدية سيسهم في نشر الوعي الحاسوبي في المجتمع.
وأخيراً نتمنى تسليط الضوء على أهمية هذه الفكرة ومعرفة المشكلات والعوائق التي تقف حجر عثرة أمامها، رغبة في استثمار الكوادر النسائية السعودية، وإثبات مقدرتهن بغية وضع الحلول المناسبة التي تضمن تعزيز دورهن في مجالات استخدام الحاسوب. متطلعين إلى مزيد من الدعم والتعاون من المؤسسات الأخرى لمعرفة آرائهم واقتراحاتهم للنهوض والمساهمة في تفعيل إقامة مثل هذه الأماكن النسائية. مقتدين بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «من أحس قيام الساعة وفي يده فسيلة فليغرسها».
| 
