Monday 23rd june,2003 11225العدد الأثنين 23 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأمير محمد بن عبدالرحمن صانع الرجولة الأمير محمد بن عبدالرحمن صانع الرجولة
سعود بن فهيد بن مبارك القحطاني / إمام جامع الأمير بندر بن عبدالرحمن آل سعود بالقش

كنت في يوم من الأيام أتصفح كتاباً بعنوان «أسود آل سعود وتجربتي في الحياة» ومؤلفه (إبراهيم بن عبدالرحمن آل خميس)
فوقع نظري على أسد من أسود آل سعود كان رجلاً من أفضل وأكرم الرجال في بلادي، ولا أعدو الحقيقة إذا قلت من أفضل الرجال وأكرمهم في هذا الشرق العربي... كان بكرمه يملك قلوب الرجال، ولم يكن يعادله في كرمه أحد من أبناء جيله في منطقته سوى أخيه المرحوم الملك عبدالعزيز - رحمه الله - هذا إذا قسنا كرم الإنسان وجوده بإمكاناته (حركات الفلك لا تبقي لأحد نعمته، ولا تديم عليه نقمته، فمن ولي منكم أمراً فتكن همته تقليد المنن أعناق الرجال).. عبارة مأثورة سامية المعاني، عميقة الأهداف، كانت رائدة في كل أعماله وتصرفاته معي ومع عشرات بل ومئات غيري ممن لا ينكر أحد منهم كرمه معه وفضله عليه.
إنه صانع الرجولة فيمن حوله من الرجال، الأصيل في نبله، العريق في كل جميل من الخصال وطيّب من السجايا إنه الأمير محمد بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- إلى جانب الخلق النبيل والكرم اللذين كانا من صفاته -رحمه الله- كان يمتاز بالبسالة والإقدام، وكان يتحلى بالصبر على المشاق والاقبال على المخاطر والتضحيات.. صفات وخصال لمستها كما لمسها غيري من المحيطين به، والمقربين منه، وعرفها القاصي والداني واعترف بها الصديق وغير الصديق، بل سجلها التاريخ فيما سجل على صفحاته المشرقة وتجلت في جولات المعارك التي خاضها تحت قيادة شقيقه الملك عبدالعزيز رحمهما الله تعالى. خصال كريمة ومواقف عظيمة وجليلة هي محور حديثي في هذا الفصل عن الأمير محمد بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله الذي أتاح لي القدر بل أتاح لي حسن طالعي أن أعيش بقربه سنوات طوال، حفلت بجلائل الأعمال لا أعتقد أني استطيع أن أحدّث القارئ عنها كلها وإلا احتاج ذلك مني إلى آلاف الصفحات في مئات المجلدات لذلك اكتفي ببعض منها مما عاصرته يفي برسم الصور الواقعية المشرقة لأخلاقه ومواقفه ومبادئه.
ولد الأمير محمد بن عبدالرحمن عام 1296هـ في الرياض بعد ميلاد الملك عبدالعزيز أخيه بسنتين ونصف السنة درس القرآن الكريم ومبادئ التفسير والشريعة على وجه صحيح على يد الشيخ ابن مصيبيح.
كان واضح الذكاء من صغره، يفكر في هدوء وعمق قبل أن يبدي رأياً أو يقوم بأي عمل.
كان الأمير محمد طيّب القلب، دمث الأخلاق.. غني النفس، شديد الثقة بالله وبقدرته، متمسكاً بتقاليد العروبة الحقة في العزة والكرامة.. لم يكن الحقد ليجد إلى قلبه أو نفسه سبيلاً، فكما كان سريع الغضب كان سريع الرضا، سمحاً متسامحاً صافحاً عمن يسيء إليه مهما كانت خطيئته.. كان صادقاً صريحاً.. وكان يحب الصدق ويحث عليه ولا يكذِّب أحداً في قوله إلا بعد أن تتأكد له الحقيقة المؤكدة فيواجهه بهدوء ولطف، كان كريما يكرم ويُنعم بالخيل والابل والسلاح والكساء والغذاء إن لم يكن ما لديه من مال نقدي لقضاء حاجة السائل مضيافاً لا تنطفئ له نار ولا تجف مذبحة الأغنام في بيته.. ويشهد الله أنه كان كذلك طوال حياته لا يرد سائلاً أو محتاجاً ولا حاجباً يحجب عنه القاصد والمحتاج.
كان يعطي الناس من وقته فصلين من كل يوم يجلس عند مدخل قصره أول النهار حتى وقت صلاة الظهر ثم يعود للجلوس مرة أخرى بعد صلاة العصر إلى وقت صلاة المغرب ومجلسه لمن شاء وللجميع بدون استثناء.
كان الأمير محمد شديد الحرص على أداء الفرائض والعبادات يقيم الصلاة في أوقاتها ويتهجد آخرالليل حتى الفجر.
كان مشروبه - رحمه الله - المفضل القهوة المخلوطة بالزعفران، المستعملة بكثرة في مناطق الخليج العربي ولم يكن ليشرب الشاي إلا قليلاً.
هواياته كانت مركزة على اقتناء وتربية الخيل العربية الأصيلة والإبل، فكان يتفقد الخيل والإبل والماشية بنفسه يومياً ويحرص على العناية بها ويراقب المكلفين بها.
وكان يهوى أيضاً اقتناء الصقور وكلاب الصيد ويخصص شهرين كل عام للقنص.
ولقد نهج هذا النهج أبناؤه من بعده فلقد نهجوا نهج أبيهم من بعده إلى الوقت الحاضر.
فرحم الله الأمير محمد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته إنه سميع مجيب.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved