يتوجه الجميع نحو السلام لكن إسرائيل تصرُّ على السباحة ضد التيار، وها هي تواصل نهجها العدواني وتضع المزيد من العوائق في طريق جهود التسوية من خلال اغتيال قائد فلسطيني آخر هو عبدالله القواسمة المسؤول في حماس..
وجاءت الجريمة الإسرائيلية الجديدة بينما كانت حماس وفصائل فلسطينية أخرى تجري مناقشات طويلة لكن بدا مؤخراً أنها تسير باتجاه التوصل إلى اتفاق حول الهدنة..
غير أن إسرائيل التي لا تستطيع التجاوب مع استحقاقات السلام ترى أن أقصر طريق لنسف هذه الجهود يكون من خلال الاغتيالات وهي تبرع كثيراً في مثل هذه الجرائم التي تتفق مع طبيعتها العدوانية، ولديها قائمة طويلة للشخصيات المستهدفة.
كما أن إسرائيل لا تحتمل مجرد جلوس الفصائل الفلسطينية بعضها مع البعض لمناقشة هذا الأمر أو ذاك، فما بالك إذا كانت اللقاءات الفلسطينية تصبُّ في صالح العملية السلمية تحت عنوان «خارطة الطريق».
إن على الولايات المتحدة أن تنظر بإمعان إلى الاصرار الإسرائيلي على تخريب جهود السلام، ومن ثم تسعى إلى انتهاج سياسة أكثر واقعية تجاه إسرائيل وإلا فإن مكافأة إسرائيل كل مرة على جرائمها سيصيب واشنطن ذاتها بالضرر، لأنها ترى أن ما تحاول أن تقيمه من صرح للسلام يتهاوى تحت الضربات الإسرائيلية.
وتتشجع إسرائيل كثيراً بتصريحات الأمريكيين العدائية تجاه بعض الفصائل، فخلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي الأخيرة استمع شارون بارتياح إلى انتقادات الوزير الأمريكي الحادة لحركة حماس وتحريضه السلطة الفلسطينية ضدها ومن ثم فقد عزم شارون على المبادرة بتحويل الأماني الأمريكية إلى واقع ملموس، وهو أمر تبرز فيه مواهب شارون الاجرامية كما أنه أمر يسعده كثيراً أن يتولى تنفيذه..
|