* بي دو باتو رويترز:
يشق خوسيه ماركو بالاثيو طريقه عبر الوهاد ويخوض في الأنهار ويخترق الأدغال الموحلة وهو يحمل فوق ظهره راكبا يجلس مستريحا على مقعد خشبي.
وبالاثيو واحد من أواخر «الباسيورس» وهم الحمالون الذين ينقلون الركاب والبضائع على ظهورهم عبر أراض لا تستطيع حتى البغال خوضها.
ويمشي هؤلاء الحمالون وئيدا باكتاف مدلاة وأحمال مربوطة إلى جباههم وهم الباقون من مهنة يرجع تاريخها إلى مئتي عام على الأقل وشارفت على الانقراض.
وقال بالاثيو البالغ من العمر 38 عاما والأب لأحد عشر أطفال يعيشون في كوخ خشبي ذي سطح من الصفيح في مقاطعة تشوكو الشمالية على الحدود مع بنما «هذا العمل لا فائدة منه، إنه يقضي عليك.. يقضي على رئتيك».
وقال بالاثيو الذي ورث المهنة عن أبيه عندما كان في الرابعة عشرة إنه يتقاضى ما بين دولارين و68 دولارا بحسب الحمل والذي يتكون عادة من طعام أو زيت طعام أو بيرة أو مواد بناء.والدرب البالغ 12 كيلو مترا بين قريتي باتو وبي دي باتو يستغرق من بالاثيو ما يصل إلى ساعتين عبر غابات كثيفة، ويخوض في أنهار وهو يمسك بمنجل لشق طريقه عبر النباتات.ويحمل الركاب وكثير منهم مرضى أو مسنون لا يقوون على المشي على مقاعد تربط بالحبال إلى جبهة الحمال.
وقال بالاثيو الذي امتلات جبهته بالكدمات إنه يعاني من نوبات ألم متكررة في ظهره وأطرافه لكنه لم يذهب ابدا للطبيب.
ووصف المستكشف وعالم التاريخ الطبيعي الألماني الكسندر فون هومبولت الباسيروس أثناء رحلته إلى كولومبيا في العقد الأول من القرن التاسع عشر في كثير من كتاباته ورسوماته، وفي ذلك الوقت كان كثير منهم هنودا وعبيدا أفارقة ينقلون المسافرين الأوروبيين أو السادة المستعمرين.
وبعد ما يزيد عن مئتي عام عن زيارة هومبولت لتلك المنطقة الواقعة في جبال الإنديز مازال هناك نحو 20 باسيروس في تشوكو أحد أفقر مناطق كولومبيا وأكثرها وعورة.
|