Monday 23rd june,2003 11225العدد الأثنين 23 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
الشراكة الشرق أوسطية وأدوات التغيير
جاسر عبدالعزيز الجاسر

المنتدى الاقتصادي الذي بدأت فعالياته على ساحل البحر الميت.. هو امتداد لمنتديات سابقة عقدت في دافوس في سويسرا، وفي نفس الوقت امتداد لمنتديات الشرق الأوسط الاقتصادية التي عقدت في الدار البيضاء والقاهرة والدوحة وعمان، ولهذا فإن منتدى البحر الميت الاقتصادي العالمي يجمع بين خصائص واهتمامات منتديات دافوس ومؤتمرات الشرق الأوسط الاقتصادي ولهذا فإنه يجمع بين الاقتصاد والسياسة وإنْ غلب عليه التوجه الاقتصادي الشرق الأوسطي دون إهمال التوجهات السياسية والتغييرات التي يريد «راسمو السياسة الدولية الجدد» تطبيقها ولا نقول فرضها على دول الشرق الأوسط.
اقتصادياً أخذت المناقشات تتجه أو توجه لا فرق في ذلك إلى ما تريد تحقيقه أمريكا في الشرق الأوسط، وهو ما يندرج تحت ما يسمى ب«الشراكة الشرق أوسطية».. وحسب ما ترشح عن هذه الشراكة التي أول من دعا إليها الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي يخطط لأن تدخل الدول العربية وإسرائيل تحت مسمى منظومة الشرق الأوسط في شراكة اقتصادية بقوالب سياسية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
فكرة إقليم الشرق الأوسط الاقتصادي أو الشرق أوسطية ليست بالجديدة بل سبق الرئيس جورج بوش إلى ذلك رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، والرئيس المنتخب حديثاً لمدة عام لحزب العمل شيمون بيريز الذي وضع أفكاره وتصوراته في كتاب ضخم يوضح فيه كيفية دمج الكيان الإسرائيلي في الإقليم العربي إضافة إلى تركيا وإيران، والنظرية ترتكز على مفهوم مبسط يعتمد على المال العربي والأيدي العاملة الرخيصة في بعض الدول العربية وإيران وتركيا للاستثمار في الأسواق العربية والإيرانية والتركية بإدارة إسرائيلية.. الذين يتفقون حسب قول بيريز بإدارة الشؤون المالية والمصرفية وتمكنهم من استيعاب القدرات التكنولوجية، لكي يصبح هذا المشروع قادراً على النجاح فضلاً عن التحقيق فلا بد من أن تكون دول الإقليم الشرق أوسطي متناغمة سياسياً، ومتقاربة اجتماعياً وتؤمن بنهج اقتصادي واحد.. ومعنى هذا أن تكون هذه الدول، العربية وإيران وتركيا، وطبعاً إسرائيل، ذات أنظمة ديمقراطية ليبرالية السلوك اجتماعياً.. مفتوحة الأسواق اقتصادياً تأخذ باقتصاد السوق الذي يغلب عليه الانفتاح الرأسمالي الليبرالي المطبق في أمريكا والدول الغربية الأخرى.
الشراكة الشرق أوسطية التي بشر بها بوش.. يراد لها أن تكون نهاية المطاف للعرب والإسرائيليين والأتراك والإيرانيين شركاء مع أمريكا والغرب.. متناغمين معهم سياسياً واقتصادياً.. وسلوكياً وثقافياً واجتماعياً.
لتحقيق كل هذا يجري تسويق الديمقراطية.. والتعددية.. والتنوع الثقافي.. من خلال إشاعة.. أو فرض العولمة.. ومنتديات دافوس.. والمؤتمرات الشرق أوسطية الاقتصادية.. وهي أدوات التغيير ومنها منتدى البحر الميت.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved