Monday 23rd june,2003 11225العدد الأثنين 23 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

جمعة ... طفل يقتله الحصار جمعة ... طفل يقتله الحصار

* رام الله - نائل نخلة:
في الوقت الذي يتحدث فيه الجميع عن خطة خارطة الطريق الدولية للسلام في الشرق الاوسط يستمر الشعب الفلسطيني الاعزل وتحديدا اطفاله في دفع ثمن فاتورة 36 عاما من الاحتلال.
الطفل جمعة ابراهيم جمعة قدورة، الذي لم يتجاوز عمره ال 4 سنوات سقط من على الطابق الثاني لمنزلهم في مخيم الجلزون الملاصق تماما لمدينة رام الله والتي لا يبعد عنها سوى مسافة خمس دقائق زمنية.
أصيب جمعة بجروح خطيرة في الرأس وبعض الرضوض في انحاء مختلفة من جسمه.
حاول اهله مساعدته، حمله والده ونقله بسيارة لاحد جيرانهم الى خارج المخيم في محاولة منهم للوصول الى مستشفى رام الله لمساعدته.
الا ان الاحتلال له حساباته الخاصة التي لا علاقة لها لا بالطفولة ولا بالكهولة ولا بالانسانية جمعاء، اذ حولت حواجزه واجراءاته العسكرية المحيطة بمدينة رام الله المسافة من خمس دقائق الى اربعين دقيقة !!!.
من لحظة خروج (ابو جمعة) حاملا معه ابنه الطفل صريعا بين يديه الى رام الله الى وصوله الى مستشفى الهلال الاحمر في مدينة البيرة كانت 40 دقيقة بالكمال والتمام الا انها وللاسف كانت كافية لان يلفظ جمعة، الطفل، انفاسه الاخيرة ليصل الى المستشفى وقد توقف قلبه عن الخفقان وصعدت روحه البريئة الطاهرة النقية الى بارئها.
اسرائيل تقطع اوصال الضفة الغربية منذ بداية انتفاضة الاقصى في التاسع والعشرين من شهر سبتبمر لعام 2000 بأكثر من 216 حاجزا عسكريا ثابتا ومتحركا على مداخل المدن والمخيمات والقرى.
يمنعون الفلسطينيين من التنقل بين مدينة ومدينة او بين قرية ومدينة بمركباتهم، ولا يسمح لأحد بالمرور على هذه الحواجز سوى سيرا على الاقدام.
ففي محيط مدينة رام الله مثلا تقيم قوات الاحتلال نحو سبعة حواجز عسكرية منها ما هو ممنوع على الفلسطينيين الاقتراب منه مثل حاجز المحكمة العسكرية في مستوطنة بيت ايل او الحاجز العسكري القريب من معسكر الاعتقال عوفر.
حواجز الاحتلال اضحت وسيلة قتل اجرامي اخرى تضاف الى طائرات ال اف 16 والاباتشي الامريكية الصنع والدبابة والتنكيل حتى الموت.
انه وكما يقول الفلسطينيون استخدام قذر للزمن من اجل الموت، والمفارقة العجيبة ان الطفل جمعة رحل عن هذه الدنيا رغما عنه بدون اي ضجيج لا اعلامي ولا سياسي، ولم نسمع من اي مسؤول امريكي او عربي او حتى فلسطيني عبارة ادانة او اسف بينما وللاسف عندما يمس اسرائيلي بجروح طفيفة فإن اشد العبارات تكون جاهزة من مثل ارهاب دموي، قتل وحشي، وتدان بأقسى العبارات قسوة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved