يقولون في المثل الشعبي «الباب اللي تجيك منه ريح سده واستريح» ويعني به أي قضية أو أمر يمكن أن يضرك أو يتسبب في إيذائك، ورغم ان الأبواب كثيرة إلا أنها تطورت في الآونة الأخيرة وأصبحت على أعلى مستوى تقني إذ تأتيك الرياح من خلال أبواب آلية التحكم ومن مختلف اتجاهات البوصلة وبكل السبل أشكالا ومضامين منها المرئي ومنها المسموع ففي الماضي لم يكن الباب يفتح إلا من زملاء دائرة العمل أو الأصدقاء أو الأقارب تحمل الريح فيها كلمة أو وجهة نظر أو فكرة ترى انك غير راغب في سماعها أو قبولها أو أن يسمعها أي من أبنائك لما تحمله من فكر أو توجه أو سلوك لفظي قد يؤدي إلى فعل عند من لا يعي نتائجه السيئة فيسهل عليك تفاديها عكس ما يحدث اليوم من وجود أبواب مشرعة اتسع رقعها على الراقع ابتداء من تداول الأحاديث في المجالس عودا على ما تبثه القنوات التي تغلف الفضاء بأردية نتنة الرائحة لا تستر عورة ولا تحترم ذوقا خاصا ولا عاما دون ادنى خجل ممن يقف وراءها من فعله أو ما يأتي عبر مواقع الانترنت من موضوعات وإشارات وتلميحات فيها ما يشعل الفتنة ويثير الأحقاد ويجعل الحق باطلا والباطل حقا تجد لها مستمعا وقارئا ومروجا ومساهما من داخل الوطن قبل خارجه ما يضاعف الألم ويبعث في النفس العتب والأسف على ما قد يتسبب فيه هؤلاء الفتية لوطنهم ومجتمعهم من خراب للعقول جهلا منهم بفعلهم واندفاعا خلف إيماء أو توجيه أو تحريض من أعدائنا المتربصين في كل زاوية وخلف كل أكمه إضافة إلى ما يتلقاه الشباب من خلال تلك الأبواب المتنوعة في كيفية الاستخدام ومستوى الأداء فأصبحت أسلحة مدمرة للأفراد الصغير منهم والكبير في حال عدم وجود انضباط وضوابط من المجتمع ذاته ومحاولة القضاء على سوء الفهم في كيفية التعامل مع ما أوجدت له مثل هذه الأجهزة او التقنيات ومنها الهاتف الجوال وكيف أصبحت خدمة الرسائل قذائف قاتلة تقع في أيدي المتلقين منها ما قصد ومنها ما يقع بالخطأ بما تحمله من معلومات مغرضة او عبارات يخجل الإنسان أن يقرأها أو أن يطلع عليها الآخرون فتصبح إثما كبيرا وأسلوب قتل معنوي مع سابق الإصرار والترصد، وإذا كنا قد قمنا بدعم من الجهات المعنية بالتوعية عن كل ما فيه هلاك للفرد والأمة فعلينا أن نتعامل مع مثل هذه الوسائل او الأبواب التي تسمح بدخول الرياح والأعاصير إلى بيوتنا وآذاننا وعقولنا بالتوعية والتعريف بكيفية التعامل معها ومع هذا الهجوم المعلوماتي الكبير والمدروس من قبل من لهم أهداف الغرض منها أن لا نبقى على ما نحن فيه من امن واستقرار في مختلف أمور حياتنا وفي مقدمتها الأمن الفكري والعقدي الذي نستلهمه ونسير على نهجه من كتاب الله وسنة نبيه الكريم فهناك فرق كبير بين أن نرفض كل جديد وحديث يخدم أمور حياتنا وبين أن نتعامل معه بجهل وان نقبل ضرره على حساب نفعه ولهذا علينا ان نبدأ بالأجيال الجديدة التي تشكل النسبة العظمى من تركيبة المجتمع وان نوجد السبل لرفع درجة ثقافتهم ووعيهم بكل ذلك في المنزل والمدرسة والنادي وان يتم وضع خطة عمل مكثفة لدراسة كيفية خلق الأجواء السليمة لهم وجذبهم لها ابتداء من تلبية رغباتهم وتنمية مهارتهم البدنية والعقلية بتأمين التجهيزات والإمكانيات المعاصرة ومراقبة تنفيذهم لها بأعين تحملها عقول راقية في مفهومها للهدف ومعرفتها لكيفية بث الثقافة الواسعة أفقيا بتنوع في مشاربها لا أن تكون محدودة في حيز ضيق.
|