* البحرين - عبد الله الخضير:
أذكر أنني قرأت تعليقاً للدكتورة ثريا العريّض عن أبيها تقول فيه: «منذ فتحت عيني ابنة لإبراهيم العريض وأنا أعيش تجربة فريدة كوني ابنة رجل مميز إلى حد العملقة ومنذ تفتح وعيي برعماً في بيته وأنا أعايش وجوده المتميز ثقافة شاسعة الأبعاد وعطاء لم يتوقف عند مجال الابداع الشعري والنقد الجاد بل انتماء عربياً عميقاً وانسانياً مترامي الأبعاد» أ.هـ.
في ليلة من ليالي الحب والوفاء احتفل الوسط الثقافي في مملكة البحرين بالأستاذ الكبير إبراهيم العريض -رحمه الله- شاعراً وناقداً ورائداً افتتح عصر النهضة الثقافية الحديثة في الخليج، وتحت رعاية وزير الإعلام البحريني الأستاذ نبيل بن يعقوب الحمر بدأت فعاليات الاحتفاء بالشاعر العريض بمناسبة مرور عام على رحيله والذي أقيم بمركز الفنون بمملكة البحرين.
هذا الحفل الذي يجسد مقولة جميلة قالها الدكتور محمد جابر الأنصاري في احدى كتاباته عن الشاعر العريض اذ يقول: «إن الأستاذ العريض أشهر من أن يعرف أو أن أفيه حقه فقد ظلت البحرين مشهورة لدى المثقفين العرب باثنين اللؤلؤ.. وإبراهيم العريض» أ.هـ.
ومن خلال مشاهداتي لهذا الاحتفاء فلقد اجتهد القائمون عليه وعلى رأسهم الشيخة مي بنت محمد بن إبراهيم آل خليفة - القائمة بشؤون مركز الشيخ إبراهيم آل خليفة - والتي قدمت لنا أنموذجاً فريداً في اقامة مثل هذه الاحتفاليات الثقافية فقد اشتمل المهرجان الثقافي على اعطاء الحرية للمتلقي في الاستمتاع بالأجواء الثقافية والبرامج الإبداعية في التعرف على حياة الشاعر. فكانت هناك قاعة تشمل عرضاً عن طريق شاشات القرص لأمسياته ومسيرته وبعض صوره في مراحل حياته وكذلك جوانب من حواراته المتعددة.
وكذلك قاعة أخرى وهي تجسيد لهيئة وشكل الشاعر حيث قام بأداء دور الشاعر وتقمص شخصيته الفنان البحريني المعروف «إبراهيم بحر» ولقد أجاد الفنان عزيز مندي في اختيار أبرز ملامح الشاعر العريض الجسدية والشكلية والنفسية واعطائها للفنان إبراهيم بحر، ولقد لاحظت كذلك أن هناك مكتبة العريض الخاصة وبها بعض (ما خطه بيده من شعر)، وفي القاعة الكبرى شهد الاحتفاء مشاركة شعراء من داخل البحرين وخارجها والشاعر علي عبد الله خليفة، والشاعر حسن كمال «ومن السعودية شارك الأديب والشاعر مبارك بوبشيت» وقد جاءت مشاركتهم في القاء بعض من قصائد الشاعر إبراهيم العريض.
فقد قدمت الدكتورة ثريا العريض قصيدتين اسريتين منهما قصيدة عن «زواج أختها» وألقى الشاعر علي عبد الله خليفة رباعيات الخيام التي ترجمها الشاعر العريض إلى العربية والقى الشاعر مبارك بوبشيت قصيدتين بعنوان «ذلك الصوت» وأخرى بعنوان «مي» وقد جاء منها «القصيدة الأولى ذلك الصوت»:
يا ابنة الحسن قد عشقتك صوتا
يتهادى على جناح الأثير
وقدم الشاعر حسن كمال قصائد عامة من شعر العريض.
وقد حضر هذا الحفل عدد من الشخصيات الأدبية والفكرية والثقافية وأفراد عائلة الشاعر إبراهيم العريض المحتفى به. ومن أبرز تلك الشخصيات الدكتور فيصل رضي الموسوي رئيس مجلس الشورى البحريني والدكتور علوي الهاشمي رئيس تحرير مجلة ثقافات البحرينية والدكتور جليل العريض ابن الشاعر إبراهيم العريض.
وحضره كذلك بعض رموز الفن بالبحرين.
|