بدأت يوم الأحد الماضي 15/4/1424هـ اجتماعات اللقاء الوطني للحوار الفكري وانتهت يوم الاربعاء. وقد جاء هذا الحوار في وقته المناسب وأسعدنا ما صدر عنه من توصيات جديرة بالتوقف عندها، لأن المنتدين تعالوا على الانتصار لآرائهم وسعوا إلى الوسطية التي ترضي كل طرف، وقدَّروا حجم المخاطر الداخلية والخارجية التي تحدق ببلادنا وبديننا التي تلخصت فيما قاله سمو ولي العهد في كلمته الموجهة للمنتدين حين قال:
(لا يخفى عليكم ما يحدق ببلادنا من أخطار، وما تمر به من ظروف دقيقة حرجة، وما تعانيه من ضغوط، وما تواجهه من هجمات شرسة تمس العقيدة وتهدد الوحدة الوطنية، وتعرِّضها للاختراق من قبل الأعداء، الأمر الذي يوجب على كل مخلص من أبنائها أن يبذل أقصى الجهد والاجتهاد للتصدي لمحاولات النيل من وحدتها، والمساس بأمنها واستقرارها وتهديد مصالحها، وأن يتنبه كل ذي لب لعوامل التنافر والشقاق وظهور العداوات سواء من العصبيات القبلية أو النعرات الإقليمية أو الاختلافات الفكرية أو أي شكل من أشكال الغلو والتطرف).
العصبيات والنعرات والاختلافات والغلو هي منافذ العدو لاختراق صفوف الوحدة الوطنية، فإذا تعالينا عليها، ولم نسمح لها باختراق صفوفنا، نجونا ونجت أجيالنا القادمة التي نتحمل التخطيط لمستقبلها، وإن نحن أنصتنا لدعاة الفرقة في الداخل أو الخارج وأخذتنا الحمية لأي منها فعند ذاك سنعضّ إصبع الندامة بعد فوات الأوان.
لا بد لي أن أشدّ على كل توصية من هذه التوصيات التي سادتها روح الصراحة والحرص على وحدة بلادنا وأمنها وبخاصة فكرة توسيع دائرة المشاركة ليشمل الحوار جميع المستويات والموضوعات ويتاح لجميع أهل الفكر والثقافة ليدلوا برأيهم في القضايا التي تحافظ على كياننا الوطني لنناقش الموضوعات نحن بدلاً من أن تلوكها ألسنة المعادي أو الشامت.
وأؤيد ما أوصى به هؤلاء الفضلاء من أن من أقوى دعائم الوحدة الوطنية الاهتمام بمعالجة هموم الحياة اليومية للمواطن، والتوازن في توزيع برامج التنمية بين مناطق المملكة والاهتمام بالمناطق الريفية، وتوصيتهم كذلك بمراعاة الاهتمام بقضايا الشباب في خطط التنمية، وأرجو أن يكون ذلك محوراً في خطة التنمية الثامنة التي تعد الآن.
كما أن توسيع قاعدة المشاركة الشعبية بما يعزز الوحدة الوطنية ويعمق مشاعر الانتماء توصية مهمة مثل التوصية بأهمية الحوار وسيلة للتعبير عن الرأي وأسلوبا للحياة وتأطيره لتحقيق التعايش من خلال منهجية شاملة تلتزم بالأصول والضوابط الشرعية.لقد آن الأوان لأن نسمع آراء ناتجة عن حوار صريح دافعه المصلحة الوطنية وأن ينتهي حوار الغلو والانتصار للرأي، ولقد أهدى سمو ولي العهد هدية للوطن حين وجّه بإقامة هذا الحوار، لأنه حوار التزم بدءاً بالثوابت الدينية والوطنية. وكل حوار يلتزم بهذا ويكون دافعه المصلحة العامة ستكون نتائجه لصالح الوطن والمواطن، أدام الله عزهما وحماهما من المتربصين.
للتواصل: ص ب 45209 الرياض 11512 الفاكس 4012691
|