تعرض أكثر من كاتب في هذه الصحيفة المبجلة الى مسألة الارهاب، وما جر اليه من فكر خارجي منحرف، ادى ببعض ابناء هذه البلاد الغالية، الى ما رأينا من تفجير وقتل، حتى في قلب عاصمتنا الرياض.
كيف تعالج هذه الافكار المنحرفة، وكيف نجنب ابناءنا وبناتنا مخاطر ما دسه الينا رموز التكفير والهجرة، الذين تلبسوا بالدين ليضر بهذه البلاد، ويهددوا امنها، ويغووا شعبها.
سألت نفسي هذا السؤال، وانا اتصفح كتباً بين ايدينا، ومنها كتب مدرسية، فيها نصوص تثير الاستغراب.
- انظروا مثلاً:
في كتاب القراءة والمحفوظات السنة سادس ابتدائي اولاد ص 41 نصه «وهناك جهود بذلت وتبذل حديثاًً لمقاومة التيارات الاستعمارية، ومن الجهود البارزة في ذلك جهود الدعاة الرواد مثل محمد بن عبدالوهاب وحسن البنا رحمهما الله، ومن هذه الجهود جهود المنظمات الاسلامية».
فإذا سألني احد اولادي عن حسن البنا فماذا تكون اجابتي، واليك اخي الكريم «جمعني بك الله في بلد أسس على التقوى والحمد لله» نبذة عن فكر حسن البنا حتى تكون على بينة ولا تنخدع، فلن اتكلم عن موافقته في إقامة الموالد، او عن مذهب الصوفية الذي تمسك به ومات عليه، او طوافه حول قبور الاولياء حسب زعمه فهذا شيء خاص به والرجل مات وافضى الى ما قدم، والله حسيبه، انما اريد ايضاح قوله في الخروج على ولاة الامور وقتالهم، واقامة الدولة المزعومة التي يقودها الاخوان المسلمون، ومن على شاكلتهم.
1- الاخوان المسلمون وطلب الحكم بالقوة.
يقول حسن البنا في مجموعة رسائل الإمام حسن البنا ص 116 ويتساءل فريق آخر من الناس هل في منهج الإخوان المسلمين ان يكونوا حكومة، وان يطالبوا بالحكم، وما وسيلتهم لذلك؟ ولا ادع هؤلاء المتسائلين ايضاً في حيرة ولا نبخل عليهم بالجواب!! الاخوان المسلمون يسيرون في جميع خطواتهم وامالهم واعمالهم على هدى الاسلام الحنيف كما فهموه، وكما ابانوا عن فهمهم هذا في اول هذه الكلمة، وهذا الاسلام الذي يؤمن به الاخوان المسلمون يجعل الحكومة ركناً من اركانه، ويعتمد على التنفيذ، ويتابع البنا في الصفحة التالية بقوله «قد يكون مفهوماً ان يقنع المصلحون الاسلاميون برتبة الوعظ والارشاد اذا وجدوا من اهل التنفيذ اصغاء لاوامر الله وتنفيذاً لاحكامه، وايصالاً لاياته، واحاديث نبيه صلى الله عليه وسلم، واما والحالة كما نرى التشريع الاسلامي في واد والتشريع الفعلي والتنفيذي في واد آخر، فان قعود المصلحين الاسلاميين عن المطالبة في الحكم جريمة إسلامية لا يكفرها الا النهوض، واستخلاص قوة التنفيذ من ايدي الذين لا يدينون بأحكام الإسلام الحنيف».
الاغتيالات والاعمال الضخمة من تعاليم حسن البنا
مذكرات عشماوي احد قادة التنظيم الخاص ص 131 يقول البنا «انا لا اريد زوبعة في فنجان اذا كنتم قادرين على تنفيذ عمل ضخم يهز اركان البلد فافعلوا، وان لم تكونوا على مقدرة بذلك فالغوا جميع الاوامر والخطط المتفق عليها خير لنا».
حسن البنا يطلب من اتباعه البيعة له، ونبذ بيعة ولي الامر.
مجموعة رسائل الامام حسن البنا ص 356.
يقول البنا «ايها الاخوان الصادقون اركان بيعتنا عشرة فاحفظوها - الفهم والاخلاص، والعمل، والجهاد، والتضحية، والطاعة، والثبات، والتجرد، والاخوة، والثقة».
ويقول في المصدر السابق ص 375
ولزيادة الترابط بين الاخوان عليهم ان يحرصوا على:
1- القيام برحلات ثقافية لزيارة الآثار والمصانع، وغير ذلك.
2- القيام برحلات قمرية ورياضية.
3- القيام برحلات نهرية للتجديف.
4- القيام برحلات جبلية او صحراوية او حقلية.
5- القيام برحلات متنوعة بالدراجات.
6- صيام يوم في الاسبوع او كل اسبوعين على الاقل.
7- صلاة الفجر مرة كل اسبوع على الاقل في المسجد.
8- الحرص على مبيت الاخوان مع بعضهم مرة كل اسبوع او اسبوعين.
اقول هذا لا يحتاج الى تعليق فهذه طريقة الشباب الذين يعملون في الخلايا السرية، والتجمعات السرية.
هذا ما اردت ايضاحه لنحذر مواطن الفتن والكتب المشبوهة، والاشرطة التي توزع على اولادنا في المدارس «بنين وبنات» بغير حسيب ولا رقيب من بعض من ينتمون الى هذه الجماعات من المدرسين والمدرسات ولنأخذ مما يجري حولنا عبرة، ولنقرأ التاريخ الإسلامي لندرك نتائج الخصومة مع الحكومة والاستخفاف بالعلماء «هيئة كبار العلماء» والتمرد على الولاة وما يحصل من الفتن بتدبير الاعداء الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من بني جلدتنا ويتكلمون بلغتنا» وقال صلى الله عليه وسلم يصفهم لنا وصفاً دقيقاً «دعاة على ابواب جهنم من اجابهم قذفوه فيها» ولنحمدالله سبحانه وتعالى على هذا الامن الذي ننعم به، ويتمناه كل الناس وتلك الخيرات التي نرفل بها ويغبطنا عليها القريب والبعيد، اللهم احفظ لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا، واحفظ لنا ولي امرنا خادم الحرمين الشرفين وسمو ولي العهد، وسمو النائب الثاني، وجميع ولاة امرنا من الامراء والعلماء، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
عبدالله بن صالح الفاضل
المحكمة الكبرى /الطائف
|