* جازان - إبراهيم بكري:
يرعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان اليوم الأحد ندوة التوعية بأهمية الفحص قبل الزواج عن أمراض الدم الوراثية الأنيميا المنجلية والثلاسيميا والتي تنظمها رئاسة محاكم منطقة جازان بالتعاون مع فرع مشروع مكافحة أمراض الدم الوراثية بمنطقة جازان وذلك عقب صلاة المغرب بمسرح الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة جازان بحضور مأذوني الأنكحة لتوصيتهم بتوعية المقبلين على الزواج بأهمية الكشف ضماناً لمستقبل الأجيال القادمة.
ونظراً لأهمية الندوة قامت «الجزيرة» بإعداد الاستطلاع التالي: في البداية تحدث بإسهاب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان في تصريح خاص بالجزيرة قائلاً:
أناشد مأذوني الأنحكة والمثقفين والمسؤولين والأهالي بمنطقة جازان لحضور هذه الندوة الهامة التي تتعلق بمستقبل أسري وتلاحم الأسرة والتخفيف من آلام الأسرة في موضوع مهم أثبتت الإحصائيات والأخصائيون المتتبعون للأمراض الوراثية والاجتماعية والصحية السائدة بالمنطقة بصفة خاصة أو بعض مناطق المملكة بصفة عامة مؤكداً أهمية حضور كافة الشرائح بالمجتمع لندوة أهمية الفحص قبل الزواج عن أمراض الدم الوراثية وذلك للاستفادة والافادة.
ولفت سموه الكريم ل «الجزيرة» بأن المساجد بيوت الله سبحانه وتعالى من أهم المنابر التوعوية الهامة والمؤثرة ولذلك يجب على إخواني الأئمة والمحاضرين والموجهين والدعاة لمعالجة كل أمور المجتمع على نبذ كل العوائد والأفكار الدخيلة التي لا تتوافق لا مع شريعتنا ولا مع مجتمعنا ولا خصوصيتنا ولا أهدافنا ولا مبادئنا.
كما لفت سموه الكريم ل«الجزيرة» بأن قضية انتشار أمراض الدم الوراثية من القضايا الهامة وديننا الإسلامي يحث على التوعية وتجنب ما هو ضار للأسرة والمجتمع وسلوك الطريق الصحيح مع ضرورة المتابعة والقراءة واتباع الإرشادات التي تكون في صالح المجتمع بصفة عامة.
وحول تقصير وزارة الصحة في توفير الأجهزة الطبية لمنطقة جازان خاصة الجهاز الخاص بأمراض الدم الوراثية أكد سموه الكريم ل «الجزيرة»: نحن لا نتكلم عن نقص هذا الجهاز فقط خاصة أن جهاز أمراض الدم الوراثية قد سبق أن تكلمت مع المختصين سواء مع مدير عام الشؤون الصحية بجازان والدكاترة المختصين وفعلاً تم تأمين هذا الجهاز من محسن كريم بمتابعة مشروع أمراض الدم الوراثية الخيري بجازان.
وأكد سموه الكريم بأنه قد تمت مخاطبة وزارة الصحة بضرورة اعتماد توفير الأجهزة الطبية لمنطقة جازان مؤكداً اقتراح حلول على الاخوان في مستشفى الملك فهد المركزي بجازان بضرورة استغلال امكانيات جمعية اصدقاء المرضى في ثلاث وسائل لتأمين الأجهزة.
وأضاف سموه الكريم ل «الجزيرة»: نحن لا نتكلم عن الأجهزة فقط.. نتكلم عن أهمية وضرورة التوعية عن خطورة انتشار امراض الدم الوراثية وذلك لقناعة المواطن المقبل على الزواج لتأسيس أسرة صحيحة سليمة قابلة للنمو السليم.
وشدد سموه الكريم على أهمية توفير وزارة الصحة العديد من مراكز الدم الوراثية بمنطقة جازان مجهزة بأحدث الإمكانيات وذلك لإعطاء الضوء الأخضر لكافة المقبلين على الزواج للتوكل وضمان - بعد الله سبحانه وتعالى - استمرار الأسرة في حياة سعيدة هانئة وهذا ما أمرنا الله به.
من جانبه أكد ل«الجزيرة» فضيلة رئيس محاكم منطقة جازان الدكتور عبدالرحمن الغزي قائلاً:
إن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان لندوة أهمية الفحص قبل الزواج عن أمراض الدم الوراثية من دوافع ودواعي أن تكون هذه الندوة على مستوى ومسؤولية الجميع.
ولفت الدكتور الغزي ل «الجزيرة» أن الإسلام دائماً يدعو إلى تحقيق المصالح ودفع المفاسد والله سبحانه وتعالى عندما خلق لنا من أنفسنا أزواجاً لنسكن إليها وجعل بين الجميع مودة ورحمة كذلك قرر أهل العلم أن هناك ضوابط وشروطاً للمقبلين على الزواج حتى تستمر الزوجية ويكون البيت في مأمن من الخلاف ومن العوائق الصحية باذن الله ونحن نعلم بأن الفقهاء حددوا ضوابط معينة للكفاءة بين الزوجين منها السلامة من العيوب مؤكداً بأنه إذا ثبت من لجنة طبية بأن أمراض الدم الوراثية من الأمراض التي تخيف مستقبل الأطفال وتؤدي إلى الإعاقة فهو من العيوب وبذلك يحق لأحد الزوجين أن يطالب بفسخ عقد الزواج من الطرف الآخر لكن قبل هذا وقبل نشوب الخلافات ندعو أن يكون تقييم مسبق وفحص متكامل عن أمراض الدم الوراثية قبل عقد الزواج لأن هذه دعوة لسلامة المجتمع خاصة أن الأسرة هي النواة الأولى للمجتمع ونحن نعرف بأن العقل السليم في الجسم السليم.
وأكد الدكتور الغزي بأن أهمية الفحص قبل الزواج تقتضيه قواعد شرعية وتقتضيه الظروف الحياتية خاصة أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ذكر بأنه إذا كان أحد الزوجين عقيماً يكون الخيار للطرف الآخر بفسخ العقد أو الاستمرار ومثل هذا الإصابة بأمراض الدم الوراثية.
وناشد الدكتور الغزي مأذوني الأنكحة والقضاة بضرورة تبصير الناس وتوعيتهم بأهمية الفحص قبل الزواج عن أمراض الدم الوراثية ومراقبة الله في السر والعلن وذلك لضمان أجيال المستقبل من خطورة أمراض الدم الوراثية.
ومن جانبه أكد ل «الجزيرة» مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بجازان الدكتور حسين بن علي الحربي قائلاً: إنفاذاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان سنقوم بمخاطبة الخطباء والأئمة بالمساجد بضرورة توعية المواطنين عن أهمية الفحص قبل الزواج عن أمراض الدم الوراثية لما في ذلك من مصلحة عامة وضمان لأجيال المستقبل والتي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف.
ومن جانبها أكدت مديرة مشروع مكافحة أمراض الدم الوراثية الخيري الدكتورة هدى المنصور ل «الجزيرة» قائلة:
إن رعاية سموه الكريم تجسد حرصه الكبير لإنقاذ منطقة جازان من خطورة انتشار أمراض الدم الوراثية فيها بصورة خطيرة حيث إن منطقة جازان نسبة الإصابة فيها على مستوى المملكة 20% بمعدل ولادة ثلاثة مصابين و 12 حاملاً للمرض يومياً وهذه النسبة خطيرة جداً وتهدد مستقبل الأجيال القادمة.
ولفتت الدكتورة المنصور بأن المشروع قد وفر جهازاً بتكلفة 125 ألف ريال للكشف عن أمراض الدم الوراثية لمختبر مستشفى جازان العام وذلك لسد عجز وزارة الصحة التي عجزت أن توفر الأجهزة لمنطقة جازان.
|