Sunday 22nd june,2003 11224العدد الأحد 22 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
الفضاء الأصفر يبث الفسق والفجور
جاسر عبدالعزيز الجاسر

في بريطانيا ابتدع مرتزقة الصحافة الذين يتكسَّبون من هذه المهنة الشريفة التي ما وجدت إلا من أجل الدفاع عن رسالة ومبدأ وتعميم القيم النبيلة، ونشر الحقيقة، ولكن الإعلام والصحافة مثلها مثل كل المهن إذا ما دخل التربُّح وغلبت فكرة التكسُّب على تطوير وتثقيف المجتمع غابت القيم والمبادئ وتسربت الأفكار المنحلة، بل حتى العادات السيئة إلى حد الفسوق.
مرتزقة الصحافة في بريطانيا ابتدعوا ما يسمى في عالمنا ب«الصحافة الصفراء»، حيث أصبح هذا المسمى لكل ما هو هابط صحفياً وأخلاقياً، ليثبت كمصطلح لكل ما هو سيئ في عالم الإعلام، ولهذا فقد أطلق مصطلح «الفضاء الأصفر» على البث التلفزيوني للمحطات الفضائية التي اعتمدت على إثارة الغرائز وتقديم المشاهد المثيرة التي تعتمد على العري وغيرها من المشاهد التي تصدم المشاهد، وبما أن البث التلفزيوني لا يمكن حجبه ومنع دخوله للمنازل مثل الصحف والمجلات الهابطة، فبعد «الرسيفر والدش» أصبح من الصعب حجب البث الفضائي الذي يحمل الغث والسمين ويدخلها عنوةً لبيوت الناس، وإذا كانت المجتمعات الأمريكية والأوروبية تتسامح في مثل هذه الأمور، فإن الوضع عندنا في المجتمعات الإسلامية والعربية يختلف كثيراً، دينياً وأخلاقياً واجتماعياً وسلوكياً وثقافياً، ولهذا فإن «شيوع الفضاء الأصفر» حيث تمرح وتسرح من خلاله شيطانات الفتنة والإغواء من أمثال أليسا وهيفاء وهبي ونانسي عجرم وغيرهن ممن يعتمدن على العري والمشاهد الساخنة واستغلال جسد المرأة ودغدغة أحاسيس الفتيات والشبان تخريب أخلاقي تساهم فيه الفضائيات العربية التي اعتمدت البث الفضائي الأصفر الذي يتطلب موقفاً جاداً وحازماً من كل دوائر الإعلام والثقافة والفن.
وأنا هنا لا أحارب التنوّع الثقافي ولا حرية الفكر والفن وفتح مجالات الإبداع، ولكن يجب قفل باب الفسوق والدعوة للفجور كما تعمل له ممن يطلقون عليهن فنانات.
التلفزيون المصري أخذ المبادرة فمنع عرض أغاني المدعوة أليسا ولكن أغاني صاحبتيها في الإغواء والعري نانسي عجرم وهيفاء وهبي تبث كل يوم في أكثر من محطة.. يبحث عنها الفارغون فكرياً وأخلاقياً وهذا ما يتطلب من المحطات الفضائية أن ترحم شبابنا من الإغواء ويتقي المسؤولون في دولها ومحطاتها الله في مجتمعاتنا وبيوتنا المفتوحة «غصباً عليها» لهذه الجرعات الفاسقة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved